فهد بن جليد
هـل أظهـرت زحمـة السير الخانقة في الرياض (سلوكيات جديدة) كالأنانية في القيادة؟ أم أنها جعلتنا نكتشف ونلاحظ هذه التصرفات أكثر، مع تجمعنا في طُرق محددة؟!.
المسألة لم تعد حكراً على الشباب، و لا تقتصر على المواطنين فقط، أكاد أجزم أن سيارات - الشركات والخدمات - التي يقودها (وافدون)، هي الأخرى تنافس في ذات المضمار، أصوات (المُنبهات)، وصراخ (السائقين)، تذكرك بقيادة السيارة في (القاهرة)، حيث (الفهلوة) ومحاولة التجاوز بأي طريقة، وعدم احترام (أنظمة السير) على طريقة مسلسل (حارة كل من إيده اله) لصُنع المقالب، وملء أي (فراغ) تتركه السيارة المجاورة، وكأنه فطوم (حيص بيص)!
غياب الخطط المرورية (المُحكمة)، والتعامل الجاد مع مثل هذه (التصرفات الخاطئة) ساهم في تنامي الظاهرة، نعلم أن الحل ليس بيد (المرور) لوحده، حتى نكون مُنصفين، فالقضية (أخلاق وثقافة) نشاهدها في شتى مناحي حياتنا اليومية ، حتى في خطوط الانتظار في المطار وغيره، لأن تجاوز من يقف في الصف، هو (الأهم)، و( الشغل الشاغل)، لكل مُنتظر !
السؤال هناك تجارب قريبة منا مثل (مترو دبي)، و(ترام دبي)، لم تؤثر أعمال البنى التحتية لها، مثلما حدث في الرياض ؟ فهل الخطط المُصاحبة لديهم كانت تضمن تقليل تأثر الحركة المرورية كأحد أهم الأهداف الرئيسة للدراسة الهندسية للمشروع، بعكس ما يحدث لدينا ؟ وهو التنسيق (الغائب) عملياً، فيما تشهده شوارع الرياض المُختنقة، وكأن (الكُرة) تركت في ملعب المرور لوحده!
مهمة دراسة آلية إدارة الحركة المرورية خلال إنشاء (قطار الرياض) أوكلت لشركة أمريكية مُتخصصة كما أُعلن في عام 2013م، وكأن ما يحدث في - شوارعنا الآن - نتاج هذه الدراسة؟!.
سؤال إجابته لدى مسئولي - هيئة تطوير مدينة الرياض - الذين يجب أن يتركوا مكاتبهم، ليشاهدوا ما يجري بسبب تحويلات (قطار الرياض)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.