فهد بن جليد
لا أحب الحديث عن مفردة (تمكين المرأة) كثيراً، لأنه يجلب الصداع ووجع الرأس، بعيداً عن التشكيك في النوايا، ولا أعرف إلى أين تتجه (ست الحسن والدلال)، وماذا تريد أكثر مما حققته حتى الساعة، وفق ثقافة مجتمعها، وفي سنوات معدودة ؟!.
كل نساء الأرض حققن في مجتمعاتهن ما يردنه - بالتدرُّج - والتوافق الاجتماعي على مر سنوات من الزمن، وأنا هنا لست ضد حصول المرأة على حقها، ولكن الخبراء ينصحون بأكل العنب (حبه حبه)!.
اليوم نجد أنّ جعل هذا - المُصطلح ومُشتقاته - في واجهة أي مشروع أو مناسبة أو فكرة، يأتي من باب الترويج له بشكل أفضل، فبمجرد أن تذكر مفردات كإعطاء المرأة (فرصة أفضل)، تفعيل دور المرأة في المجتمع ، محاولة مساعدة المرأة لاكتشاف (لب لب) - طبعاً هذه الأخيرة - تعني في قاموس المتأخرين من المتطورين (الخ الخ)، مما يضمن أنّ مشروعك سيجد القبول على الأقل في أوساط ( المثقفين ) وغيرهم، حتى لو كان المشروع (تقشير زبيب)، أو استخراج وتجفيف (بذر الجح) أي البطيخ، من أجل فتح المجال أمام المرأة للقيام بدورها في المجتمع!.
أنا شخصياً مللت تكرار مثل هذه (العبارات) على - ألسن - معظم المُنظمين للمعارض، والمهرجانات، في غير موقعها الصحيح، وحشرها في كل مناسبة، لا أعرف هل لاحظت ذلك مثلي، أم لا؟ ولكن بإمكانك الاستماع - لتصريحات - منظِّمي أقرب مهرجان ترفيهي، أو ترويجي، أو تدريبي، أو غذائي، وستجد أنّ متلازمة (دور المرأة) حاضرة بقوة!.
إزالة كل العقبات أمام طريقة المرأة للحصول على مكانتها - اللائقة والطبيعية -، يختلف كثيراً عن ركوب (المصطلح) لإنجاح فكرة أو مشروع، واستغلال موجة التطور السريع لدور المرأة في مجتمعنا من أجل تحقيق مكاسب ومكانة مُزيّفة !.
مؤخراً حضرت مناسبة لتدريب النساء على صنع بعض (الأكلات الشعبية)، وبمجرد أن بدأ المسئول حديثه مُعدِّداً أنّ هذا المهرجان يساعد المرأة على التعرُّف على حقها (لب لب)..!.
انشغلت بأكل (الكليجا) على اعتبار أنّ المرأة ما خذها حقها من (عصر الجدات) قبل 50 سنة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.