أي فراغ تركته أيها الأب الحنون، كيف ابتدئ كلامي، وماذا عساي أن أقول عنك، تعجز الكلمات عن وصف ما يختلج أنفسنا بفراقك أيها القائد الناصح، والأب الحنون عبدالله بن عبدالعزيز رحمك الله لقد وقع مصابك علينا مثل الصاعقة وسكبنا على فراقك من الدموع أغزرها.. ومن العبرات أشجاها.. ومن الهموم أشدها خطباً وأفظعها إيلاماً.. وأعمقها حسرة، رحمك الله يا من قلت: «حياتي ليست بأغلى من حياة أبناء جازان».
غفر الله لك يا من قلت لشعبك: «صدقوني لا أنام إلا وأنا سأل عن كل المناطق وهذا ليس كرماً مني بل وفاء»، نسأل الله لك الجنة إلى جنات الخلد ترافقك دعوات ملايين المسلمين يا من أخلصت في حب شعبك، ووطنك وأمتك العربية والإسلامية يا من أوصيتنا نحن أبناؤك وشعبك بالدعاء لك وقلت: (يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم، وأستمد قوتي من الله ثم منكم، فلا تنسوني من دعائكم) كيف ننساك وأجمل ذكرياتنا معك.. كيف ننساك وحبك ساكن في قلوبنا.
ستبقى في قلوبنا أباً وقائداً وإماماً..
رحل جسدك ولكن كلماتك وابتسامتك ستظل في نفوسنا ما حيينا، أيها الشعب الوفي الذي تقطع قلبه على فراق حبيبه وقائده الحنون «لا تنسوني من دعواتكم» أوصانا بها عبدالله بن عبدالعزيز وطلبنا بها حياً، فلا ننساها له ميتاً ادعوا له بقلوبكم ما شئتم، رحمك الله أيها الأب الصالح وأنزلك الفردوس الأعلى، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.
وها نحن اليوم نشهدك يا الله ببيعتنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، فلهم منا الولاء والطاعة، مبايعينهم يحفظهم الله على كتاب الله وسنة رسوله في المنشط والمكره، واهبين أرواحنا فداء لوطن التوحيد ومهبط الوحي وقبلة المسلمين.