| أفاق اسلامية
* كرم الله الانسان وفضله على كثير من خلقه وجعل له السمع والبصر والعقل والتفكير ليقوم بأداء الامانة التي رفضتها السماوات والارض والجبال, قال تعالى ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً .
* ومن تمام التكريم لهذا الانسان ان ارسل إليه رسلاً يدلونه على طريق الخير والهداية في الدنيا والآخرة، ويحذرونه من الولوج في طرق الشر وسبل الغواية, قال تعالىولقد بعثنا في كل أمة رسولاً ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ومنهم من حقت عليه الضلالة .
* والاسلام آخر الاديان واشملها، جمع الله فيه كل ما تضمنته الكتب السابقة من حقوق وواجبات لله ولخلقه، نسخ الله به جميع الشرائع التي سبقته ليكون عاماً وشاملاً لجميع مناحي الحياة، وجعله هو الدين الحق الذي لا يقبل عند الله غيره, قال تعالىومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
* اشتمل دين الاسلام على اسس ومبادىء تنظم حياة الانسان مع الكون والحياة والمخلوقات التي يعيش معها وساوى بين الناس في الحقوق والواجبات وجعل التفاضل بينهم في التقوى والعمل الصالح, قال تعالى:يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على اسود الا بالتقوى .
* فدين الاسلام بأحكامه وتشريعاته الذي أكمله الله وأتمه قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك الاعلان العظيم في يوم عرفة اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً .
* قد كفل حقوق الانسان قبل ان تصدر تلك المواثيق والعهود والانظمة التي صنعها البشر وضمنوها مقاصد واهدافاً خاصة تشبع رغباتهم وتحقق اهدافهم.
* فحق النفس من الاعتداء عليها بالقتل وازهاق الروح مكفول في الاسلام بقوله يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة .
* والعقل الذي وهبه الله للانسان ليعقل به ما أوجبه الله ورسوله عليه وما نهاه الله ورسوله عنه مكفول في الاسلام فمن تسبب في ازالته بمسكر او مخدر جلد ثمانين جلدة فان تكرر منه عناداً وخروجاً على نواهي الله ونواهي رسوله وسعى فساداً في الارض وألحق الضرر بالمسلمين عوقب بالقتل قصراً لفساده ومنعاً من الضرر.
* والعرض مصون في الاسلام وعقوبته مغلظة, فمن اتهم اعراض المسلمين واشاع الفاحشة فيهم ظلماً وعدواناً فجزاؤه ما بيّن الله بقوله والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً واولئك هم الفاسقون, الا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا .
* والمال في الاسلام مصون، فسارقه تقطع يده واذا تكررت منه السرقة قطعت يداه ورجلاه, قال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم .
* والعقيدة مكفولة في الاسلام، فمن اعتنق الدين الإسلامي طوعاً واختياراً فلا يحق له الرجوع عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه وقال لا يحل دم امرىء مسلم الا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة .
* والامن للانسان مكفول على نفسه وعرضه وماله, فمن اعتدى على شيء من ذلك فحده الحرابة المنصوص عليها في الشريعة الاسلامية بقوله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
* فالاسلام كان سباقاً الى تأكيد حقوق الانسان وحمايتها وصيانتها دون تفرقة بين انسان وآخر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ان اموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، الا هل بلغت اللهم اشهد,, كررها ثلاثاً, ويقول كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وهو بذلك سبق مواثيق الدنيا كلها في اقرار حقوق الانسان وفي هذا اعظم دليل على كذب دعاوى ومزاعم من يدعون لأنفسهم السبق الى رعاية حقوق الانسان.
* والمملكة العربية السعودية منذ قيامها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل قبل ميثاق الامم المتحدة وحقوق الانسان قامت على تنفيذ احكام الشريعة وتطبيق مبادئها استجابة لأمر الله ومتابعة لرسوله محمد صلى الله المأمور بقوله وان أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله إليك , فأقامت المحاكم الشرعية، وكتابات العدل، ومحاكم تمييز الاحكام، لاثبات الحقوق والدعاوى بالبينات والشهود والأيمان عند العجز ولإبراز الحقوق واعادتها الى اهلها, وأسست ديوان المظالم وهيئة الادعاء العام لمتابعة وحفظ الحقوق والدفاع عن المظلومين واقامت مكاتب العمل والعمال لضبط الحقوق وبيان الواجبات واعطاء كل ذي حق حقه وغيرها من الدوائر والاقسام التي اوكلت إليها حماية المواطن والمقيم.
* فتحت الدولة ابوابها لسماع الظلامات من كل فرد مسلم يعيش في هذه الدولة مواطناً ومقيماً وحتى غير المسلمين من المعاهدين الذين لهم حق الامان والحماية والجميع يعيش في أمن وطمأنينة على نفسه وماله وعرضه، ومن خالف منهم امر الله وتعدى حدوده واعتدى على حقوق غيره طبقت فيه حكم الشريعة ونفذت فيه حكم الله وحكم رسوله.
* إن هذه الخصوصيات التي تميزت بها المملكة العربية السعودية خصوصيات تطبيق الشريعة الاسلامية نصا وروحا على القريب والبعيد المسلم وغير المسلم من يعيش على ارضها يأكل طعامها ويشرب شرابها ويستنشق هواءها ويستمتع بخيراتها زاد من عداوة الاعداء وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وقد سمعنا منظمة العفو الدولية التي ما فتئت تكشف عن حقدها الدفين للاسلام والمسلمين بعامة ولدولة التوحيد والعقيدة المملكة العربية السعودية بخاصة تهاجم هذه القلعة الحصينة بدعاوى باطلة وحجج واهية لا تستند الى دليل ولا تقوم على حجة، ساعدتها وسائل الاعلام المأجورة والعلمانيون من أبناء العالم الاسلامي الذين يثقبون في جدران الاسلام من الداخل، ولذا فهم اشد خطرا من عدو الاسلام في الخارج فاعتبروا ان القصاص من الجاني جريمة وان سجن المفسد في الارض والمروع لأمن الناس جور وظلم واضطهاد ونسوا أو تناسوا قول الله تعالى: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون .
* الا فليعلم دعاة الفساد والحاقدون ان القافلة تسير والكلاب تنبح وان ما يقومون به،
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل |
* أين لجنة حقوق الانسان المزعومة من ذلك الاضطهاد والتعذيب في أبشع صوره الذي يلاقيه المسلمون في سجون اسرائيل وفي كشمير وغيرها من البلدان؟
* بل أين حقوق الانسان عندما اجتاحت دول الكفر والطغيان الآمنين في البوسنة والهرسك والشيشان فقتلت المئات وشردت الآلاف وخربت الديار ونهبت الاموال واغتصبت النساء وأفسدت فيها على مرأى ومسمع من تلك الدول التي ترعى حقوق الانسان؟
* أين منظمة العفو الدولية التي اخفت رأسها في التراب عندما كان زعماء تلك الدول يفعلون فعلتهم الشنيعة في الانسان صاحب الحق المشروع والعيش بسلام في وطنه وتقرير مصيره؟
* بل أين منظمة العفو الدولية من صدام العراق الذي عاث في الارض فسادا وطغى وبغى على جيرانه تحدى العالم أجمع ثم تركته دون محاسبة واعتبرته بطلا مغوارا يمثل الشجاعة في العالم العربي.
* إن الدعاوى التي تفتعلها منظمة العفو الدولية للطعن والكيد بالمسلمين سهم يجب ان يعاد الى صدرها وذلك بكشف كذبها وادعائها من اصحاب الاقلام الصادقة والمؤلفين والمتحدثين فحبل الباطل قصير ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
* الامين العام للتوعية الإسلامية في الحج
|
|
|
|
|