* في فترة المراهقة تحدث تغيّرات فسيولوجية عميقة في جسد الفتى والفتاة مما يؤثِّر على رؤيتهم للأمور وبالتالي طريقة تعاملهم معها.. ولهذا تكثر مشاكلهم وتضطرب علاقتهم بأهاليهم وترتبك شؤونهم وتتبدل أحاسيسهم تجاه الأشخاص وأمزجتهم تجاه الأشياء وتتطور رغباتهم وأهواؤهم وتتشكل لهم أهداف جديدة.. ويصبح التعامل معهم أكثر صعوبة لأن الرفض لكل ما هو محيط يكون هو الغالب على تفكيرهم فتسيطر عليهم حدة التعامل والتسرّع في اتخاذ القرارات.. والتهور في تنفيذها.
* الفتى المراهق تنتابه أحاسيس الخوف من مشاعر رفض الآخرين له.. وترتفع لديه الحساسية من كل شيء حتى من أمه وأبيه وإخوته والمحيطين به.. ويتبدل مزاجه وتتغيّر تفضيلاته.. فيرى حسناً ما لم يكن يراه حسناً في طفولته.. وتختلف طرق تعبيره عمّا يراه ويريده.. ويبدأ في التطلع إلى مكانة غير مكانته عائلياً وبين زملائه.. وتصبح لديه أولويات ورغبات وأهواء وأجندة خاصة به.. وتبدأ إصابته بحالات الأرق والهواجس وتكثر حالات الحديث إلى النفس وأحلام اليقظة.. ويظهر الشعر كثيفاً في معظم مناطق جسده ويخشن صوته ويزيد طوله وتنفتح شهيته للأكل واندفاعه نحو بناء جسده وإبراز عضلاته والرغبة في محاكاة الكبار والتهور في نزواته والافتخار بتجاوزاته ومغامراته.. ثم الوقوع في حبه الأول.
* الفتاة المراهقة تتشابه مع الفتى المراهق في كل التبدلات والتغيّرات النفسية.. فالبنات يسبقن الأولاد في النمو الجسدي في مرحلة ما قبل المراهقة.. فمنذ سن التاسعة حتى الرابعة عشرة تكبر أجساد البنات ويستطلن بشكل أكبر بكثير من الأولاد.. بل يتفوقن عليهم في الفهم والإدراك.. فتجد البنت في الرابعة عشرة بسلوكيات امرأة تعتمد عليها وتجد الولد في ذات السن بسلوكيات طفل لا يُعْتَمد عليه.. ثم بعد ذلك يأتي دور الفتيان بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة فتجد أنهم يسبقون البنات في الوزن والطول والاستعداد للفهم واكتساب المعرفة.. وينتاب البنات نفس مشاعر الخوف من الرفض وعدم القبول.. وترتفع لديهن أحاسيس الاحتجاج ضد الأهل والمحيط وتتبدل رغباتهن وتتطور أهدافهن ويبدأن بالاهتمام بمظهرهن.. ويتفوقن على الفتيان في ذات السن بقدرتهن على التفكير في مستقبلهن ورؤيتهن لما يردنه بشكل أكثر وضوحاً ومنطقية.