1. وردني مقطع (واتس أب) يقول ببساطة إن عامة الناس ترى أن العمل الجاد يقود إلى النجاح وإن النجاح يؤدي إلى السعادة.. وهذا ترتيب خاطئ حسب الرسالة.. أما الصحيح فهو أن السعادة تحفز على العمل الجاد وأن ذلك يؤدي إلى النجاح.. في الحالة الأولى كانت السعادة هي النتيجة وفي الثانية صار النجاح هو النتيجة.. هل التغيير في الاتجاهات نتيجة تغير الزمن أم نتيجة تغير المفهوم أم فقط تغيرت زاوية الرؤية؟
2. أن تكون سعيداً فيما تعمل يعني أن تعمله بجد وحماس وهذا سيقود إلى النجاح لا محالة.. فالدراسات تثبت أن الأشخاص المتفائلين هم الأقرب للنجاح.. لأن عقولنا تبدع حينما تكون سعيدة.. ويُغْلَق عليها حينما تكون مكتئبة أو متشائمة فلا تستطيع التفكير.. والثابت علمياً أن السعداء والإيجابيين والمتفائلين يجنون دخلاً أكبر.. ويحققون أهدافهم بشكل أكبر.. ويشعرون بضغوط نفسية أقل.. ولديهم طاقة أكبر.. ويتعافون من أمراضهم بشكل أسرع.. ويعيشون عمراً أطول.. فحينما نكون سعداء تتفاعل في أجسامنا أحماض تخفف من الضغوط النفسية وتزيد من القدرة على التركيز.. لذلك نرى أن أمزجتنا تعتمد تماماً على أفكارنا وتصرفاتنا واهتماماتنا.
3. الذي يضع رأسه على الوسادة كل مساء ولا يتطلع إلى صبح اليوم التالي ليذهب إلى الحياة ويستقبلها بعمل يحبه ويجد نفسه فيه يعيش حكماً بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.. إنه يضيع عمره وصحته.. فالهموم تقتل السعادة في النفس.. والشعور بالنقص يقتل الثقة بالنفس.. ودفع النفس إلى ما لا تريد هو تعذيب لها.
4. يقول أحد الفلاسفة: إن الغاية من الحياة أن تكون سعيداً.. ونحن اليوم أمام عصر يقلب قول الحكماء ويقرر أن الغاية من الحياة أن تكون ناجحاً لذلك يجب أن تكون سعيداً.. لكن يتفق الفلاسفة كلهم على أن السعادة ليست مشروعاً مستقبلياً بل هي اللحظة الحاضرة التي تعيشها.. وهي ليست نتيجة نهائية بل هي نتيجة فورية.. وهي ليست كماً واحداً تستلمه في النهاية بل كم منثور على كل ثواني ودقائق حياتك.
5. يقدم الدكتور نسيم السماطي صاحب سلسلة (خلاصات) نصيحته لتكون سعيداً فيقول: إن تمكين نقاط قوتك وتسكين نقاط ضعفك يجعلك تعمل أقل وتنتج أكثر، وتتعب أقل وتكسب أكثر، وتكتئب أقل وتبتسم أكثر.. كل ما عليك هو أن تنظر إلى العالم وتعمل من خلال ما يميزك لا من خلال ما يقززك.