* غاية الحوار هي «خلق تفاهم مشترك» وهذا معناه تنمية على كافة المستويات الفردية والمجتمعية والوطنية.. أي أن قضية التفاهم المشترك ليست موضوعاً تلقائياً يترك للصُدَف والحظوظ، بل عملية يجب أن نخطط لها للنجاح فيها.
* الحوار لا يكون إلا بين اثنين على الأقل.. تلك الثنائية لا تعني أن الطرف الأول هو رمز الإيجابية بمعناها السلطوي أو السِّنِّي أو المنصب الوظيفي.. وأن الطرف الآخر هو رمز السلبية لذات الأسباب.. فالحوار يعني الاستيعاب والفريق الواحد وهذا بحد ذاته إيجابي.. وإذا ما تم التعامل مع الحوار بمهارة سيكون بنَّاءً وذا فوائد وقائية.. أما إذا تم التعامل معه بسلبية فسيكون وسيلة مدمرة للعلاقة والصلة.
* نجاح الحوار لا يتحقق إلا إذا كان هناك فهم ومساحات مشتركة للالتقاء.. ومقدرة على التكيّف مع الواقع.. فكل محاور ينطلق من خلفيته الثقافية ومخزونه المعرفي ومهاراته الأدائية.. من هنا فإن اختلاف الآراء باختلاف الوجوه ونادراً ما تجد المتشابه منها.. والحوار هو وسيلة التفاهم الممكنة بينها.
* الحوار يهدف في المقام الأول إلى التواصل مع شركائك في المحيط.. يتيح لك أن تمارس حياتك وأعمالك وفق تصور معين.. فالحكم على الشيء فرع من تصوره.. والتفاهم المشترك يكوّن ذلك التصور الذي نحكم على الأمور من خلاله.. فنتمكن من التعاون والتكامل.. لأنه يصنع إطاراً يحتوي كامل الصورة التي نريدها.. وهذا يتيح لنا التركيز في العمل ضمن ذلك الإطار المحدد.
* الحوار يمهد الأرضية وهو الأساس لأي انطلاقة في أي أمر.. ويخلق لك شركاء في هذا الانطلاق ويسهل عملية الاتفاق ومن ثم التعاون والتكامل.. ويجعل الأخذ والعطاء عملية متبادلة.. أي أن الحوار هو وسيلة تحقيق التأثير الإيجابي.. فهو يلغي سوء الفهم ويحدد المساحات المشتركة ومواطن الاختلاف وأماكن الالتقاء.
* عند بزوغ الإسلام كانت الدعوة تنصبُّ على تعليم أبنائنا السباحة والرماية وركوب الخيل.. أما في زماننا المعاصر فالدعوة لتعليم أبنائنا اللغات والحاسب الآلي ومهارات التواصل.. فبدون هذه المهارات لن يجدوا موطئاً لقدم في هذه الحياة التي نحياها اليوم.