في المطار شدني لبس إحدى الشخصيات الفنية الشهيرة، الرجل كان يرتدي (تي شريت، وبرمودا، وحذاء رياضي) ومعه حقيبة صغيرة في يده، يتحرك بسهولة، بينما الكثير من المسافرين الذين حرصوا على التصوير معه، كانوا يرتدون (ثوب، وشماغ، وكبك، وساعة لمّاعة.. الخ)!.
معظمنا لا يُجيد اختيار (الملابس) المناسبة عند السفر، فنحن نهتم - بمظهرنا - لا براحتنا، بعكس أبناء العم سام الذين يجعلون من ركوب الطائرة أمراً ممتعاً ومريح للغاية، بفضل ما يرتدونه من ملابس خفيفة، لا تُعيق الحركة، ولا تُشعرهم بالمّلل!.
بعض المسافرات تجعلك تتخيل أنها مُتجهة إلى (قصر أفراح)، وليس إلى داخل طائرة؟! بسبب التكلّف في اللبس، والكعب العالي، والإكسسوارات، وكل ما يُعيق الحركة، وربما أنها تحمل في يدها طفلاً صغيراً، وفي اليد الأخرى حقيبة، ومع ذلك لا تريد أن يفوتها أي شيء من أحداث وتفاصيل الرحلة، وخناقات مقاعد جنب بعض (عوائل لو سمحت)، بينما بالإمكان جعل الرحلة أكثر راحة ومتعة؟!.
هذه الأيام تشهد مطاراتنا مناظر عجيبة، وأعتقد أن ثقافة ومفهوم (رحلة السفر) تحتاج إلى إعادة صياغة، ومزيد من التوعية بدأ من التخطيط للسفر، وانتهاءً بطريقة ترتيب واختيار محتويات (حقيبة السفر)، التي تعد مُعضلة جديدة، لأنها تذكرك (بعفش المُهاجرين)، رغم أن البعض لن يقضي سوى (أقل من أسبوع) في رحلته!.
في مطاراتنا سابقاً، كان بعض المسافرين القادمين من (الصعيد) أو (باكستان) أو (الهند) وغيرها للعمل، يحملون معهم (أغراض غريبة) لا داعي لها، مثل (الزيت، أو الأرز، وبعض الأطعمة الأخرى الخاصة ببلدانهم..) لا أعلم هل كان ذلك بسبب الخوف من الجوع، أو جهلهم بالمكان الذي يقصدونه، مع عدم فهم ثقافة السفر بالطائرة..!.
لا أعرف هل الخطوط السعودية مازالت تسمح بصعود الراكب العائد من (جدة) وهو يحمل كرتوناً مليئاً (بوجبات البيك) لبعض مستقبليه، ورائحة (الدجاج والثوم) تفوح في المكان؟ لتختلط برائحة (أقدام بعض المسافرين) الذين يحرصون على خلع (الأحذية والجوارب)؟!.
أم أنها (حرية المسافر) فيما يأكل؟ ويلبس؟ ويحمل؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.