كان بلدنا يعاني ضغط الإرهاب منذ عام 2001م ومازال، وتنظر أوروبا لهذا الأمر على أنه تصفية حسابات بين دول الشرق الأوسط ومنظمات باعتبارها جزءا من تاريخ المنطقة التي تعيش على الصراعات: اختلافات دينية، اختلافات سياسية، اختلاف في التوجهات الفكرية والفهم الثقافي. عندما ضرب الإرهاب فرنسا بقوة وأعلنت القاعدة باليمن بأوامر من الظواهري في أفغانستان ومشاركة داعش ومنظمات أخرى مسؤوليتها وتعاطف المنظمات الإرهابية مؤيدا مع عملية صحيفة (شارلي ايبدو) الباريسية -عندما- ضرب الإرهاب فرنسا التفت الحكومة والشعب الفرنسي إلى الحرب على الإرهاب وحشدت أوروبا وأمريكا وجمعت معظم زعماء أوروبا والحلف الأطلسي ووزراء الاتحاد الأوروبي وقيادات الاستخبارات الغربية، وأعلنت أنها ستحارب الإرهاب في العراق وسوريا واليمن.
هذا ما حدث لفرنسا في يناير 2015م بعد هجوما واحدا وبلادنا في حالة حرب منذ2001م حرب حدودية شمال المملكة حدود مفتوحة وتهديدات التسلل للدخول بطول الحدود العراقية التي تعاني من ضعف سيطرة الحكومة المركزية في بغداد حتى أصبحت داعش حدودية بعد أن تغلغلت في الأقاليم العراقية واحتلتها، كما أن داعش متاخمة لحدودنا مع الأردن عبر الأراضي السورية بعد سيطرتها على أجزاء من الأراضي الشرقية والجنوبية السورية، أما حدودنا الجنوبية مع اليمن فهي حدود طويلة وذات تضاريس مركبة ومعقدة في جغرافية ارض تقوم على الجبال الشاهقة والأودية السحيقة، وتداخل سكاني كثيف يزيد من صعوبة المراقبة، يضاف إلى ذلك حكومة منهارة لا تستطيع السيطرة على إدارة البلاد قبل وبعد أن تمكنت الجماعة الحوثية من الإمساك بعصب السلطة باليمن، مما مكن القاعدة أن تضع لها موطئ قدم في بعض أقاليم اليمن الداخلية، فوقعت بلادنا بين كماشة داعش من الشمال، وكماشة القاعدة من الجنوب.
هل أدركت أوروبا بما فيها فرنسا أنها في مرمى وعين الإرهاب،وقد سبق أن حذرت المملكة أوروبا أن الإرهاب لن يقف على زمن 2001م، كما أن الإرهاب لن يقف على حدود البلاد العربية أو شرق العرب، بل سينتقل إلى غرب العرب ثم ينتقل إلى أوروبا التي تعاملت بليونة مع الجماعات والشخصيات الإرهابية باعتبارهم جماعات تعاني الاضطهاد داخل أوطانها العربية، وربما وسيلة ضغط على الحكومات العربية قبل وبعد الربيع العربي، ورافقها حرية الانتقال والاتصال ونقل الأموال،لكن بعد أن أحرقت النار أصابع فرنسا وخشيت على تفكك أمتها الفرنسية, عندها أدركت جيدا أهمية الحرب على الإرهاب، والتعاون مع الدول التي تعاني من هجمة الإرهاب.