1- بين جدران الوحدة وبين حنين الماضي زارني ذلك المدعو بالشوق، طرق باب قلبي بحزن وانكسار، فتحت له وقلت: ما بك عائد إليّ بعد هذا الوقت من الزمان!؟ فقال: جئت لأنني رأيتك قد أستوطنك الحزن بين حيرة العودة والفراق، قلت له: نعم إنني محتارة هل أعود للاطمئنان عليه أم أدعه يعيش في الحياة كما يشاء، فقال لي سأقترح عليكِ خيارين إما أن تفكري بقلبك وتعودي للاطمئنان عليه أو تفكري بعقلك وتدعيه وشأنه، فصمت قليلاً قائلة: سأختار التفكير بعقلي هذه المرة، فصمت ونظر إليّ، فرفعت عيناي ونظرت إليه وعيناه تملؤها الدموع، قائلاً: وماذا عني أنا هل سأظل أسيراً ما بين عقلك وقلبك، فقلت له: بحزن شديد على ما أراه بعيناه من حسرة، نعم ستظل هكذا حتى يفارقني ذلك الحنين وحتى يحن علي النسيان فأنساه، وتموت أنت مع الحنين والحزن والبكاء والحسرة والندم فيا أيها النسيان أسكن قلبي بعد كل هذا العناء.. هناك آمال تتعلق بقلوبنا لأننا على ثقة بأن هناك من يحققها.
2- هناك أهداف نسعى إليها, لتحقيقها لأننا على علم بأننا نريدها, هناك تفاؤلات بداخلنا تمدنا بالطاقة، هناك أحلام نسعى لتحقيقها، هناك جروح في قلوبنا عجزنا عن جبرها، هناك مشاعر أبت عقولنا أن تمحيها, ثمة هناك عدوانية لأشخاص ولم نعرف لماذا, هناك محبة أشخاص نسعد بقربهم ونحزن لفراقهم. غيرة لم نعد نريدها ولكنها حاضرة هناك.
3- قلوبنا لم تعد تفكر لماذا نحب نكره نود نشتاق، لأن مشاعرنا لم تعد صادقة, لا نعرف لماذا ولكن نعرف أنها مشاعر مزحزحة ومشاعر غير خالصة, عجزنا فهم أنفسنا وأبينا حل مشكلاتنا، نحن بحاجة إلى من يرشدنا ولكن لا نريد النصح من غيرنا، هكذا نحن البشر ملخبطة حوائجنا لأننا نعرف مدى أخطائنا ولكننا لا نريد تصحيحها لأننا نصر على الخطأ مهما كانت عواقبه لا نريد من الغير أن ينتقدنا ونريد أن ننتقدهم، وكيف لنا أن ننصحهم ونحن بحاجة إلى من ينصحنا!! لذلك علينا التعاون لفهم أنفسنا، علينا معاقبة أرواحنا وأجسادنا قبل الخطأ أن يقع, لأنه إن فعلناه لم نعد نستطيع تمالك أنفسنا فعلينا الحذر قبل أن نقع به، هناك عوامة إن دخلنا بها صعب علينا الخروج منها, نريد الهروب من مشكلاتنا وهي تريد أن تلتصق بنا، نريد معرفة مشاعرنا وهي تريد بعثرتنا، نريد أن نمسك أنفسنا وأعيننا من البكاء والتذمر ولكن البكاء قد يريحنا.