إن الشخصيات المضطربة نفسياً من أخطر الشخصيات سلوكاً ومشاعر تجاه نفسها وتجاه الغير، وهذه الشخصيات لا يمكن اكتشاف خطورتها إلا من خلال الاحتكاك اليومي والمباشر معها، وخاصة فيما يتعلق بالمواقف التي تقوم على (فعل، وردة فعل) وأكثر المتضررين من هذه الشخصيات التي لا تأمن شرها وتقلباتها النفسية هم الأسرة بالذات، ثم مجموعات العمل، والأصدقاء، والمقربين لهم من العائلة. وهذه الشخصيات قد تزيد تمرداً وأذية للآخرين عندما يتم مسامحتها على أفعالها السيئة، أو الخوف من أفعالها اللاانسانية، ولايبادر المتضررين من أفعالها بالشكوى منها سواء داخل محيط الأسرة، أو التوجه للجهات الرسمية والأمنية لتسجيل بلاغ تضرر ضدها! مما يساعد على أن دائرة العنف لا تقف! وهذا ساهم بالتالي في ظهور نماذج لا تمت للبشرية بصلة، لأنه لم يطبق بحقها عقوبات مناسبة لعدوانيتها المرفوضة في شريعتنا الإسلامية، حيث مازالت بلاغات العنف الأسري التي يستقبلها مركز البلاغات 1919 يومياً وعلى مدار 24 ساعة ، ومواقع التواصل الاجتماعي، وبرنامج الواتس، من أكبر الشواهد على هذه النماذج التي أصبحت تنافسها نماذجاً أخرى بدأت للأسف الشديد تظهر على العامة بتعذيبها للحيوانات الضعيفة، وتقوم بدون أي خوف من النتائج المترتبة على ماتقوم به من تصوير لتلك المواقف، ونشرها وتداولها عبر المواقع الالكترونية بسهولة، مع تلذذ غريب لفعلتها، مما يؤكد على أن اضطراباتها وصلت إلى مداها، وبحاجة لتدخل علاجي نفسي ثابت، وعقوبات مشددة مُعلن عنها للجميع، ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يبحثون عن الشهرة بواسطة تعذيب الأطفال والاستهزاء ببراءتهم، أو من خلال تعذيب الحيوانات الضعيفة والتلذذ بقتلها ببطء بالصوت والصورة !
وللأسف ماذا نبرر للعالم عن أفعال هذه النماذج المريضة، ونحن بلد إسلامي توجيهات شريعته وسنته النبوية تنص على الرحمة بالصغير، والرفق بالحيوان، والإحسان للعاجز، وإطعام الطعام للفقير والمحتاج والحيوان أيضاً! فالاستهانة بأرواح الأطفال والحيوانات والقيام بتوثيقها بدون اعتبار للعقوبات أمر يستحق التوقف من قبل الجهات الحقوقية والشرعية والأمنية، وأن لا نُهمل ذلك لأنه سيتطور لما هو أكثر جُرماً عندما نبرر للآباء تعذيب أبنائهم بحجة الملكية الأبوية، ونحلل للمضطربين سلوكياً تعذيب حيواناتهم باستمتاع لا يمت للاإنسانية بصلة بحجة أنها حيوانات لا حق لها في النهايات الطبيعية!.