من أسوأ صور العنف الذي تعيشه بعض الزوجات هو (الطرد من منزل الزوجية) على أثر أي خلافات أسرية تحدث بينهما فجأة! وبدون أي اعتبار للعشرة الزوجية بينهما، أو للأطفال الذين يدفعون ثمن ذلك في حياتهم من مشكلات سلوكية، واضطرابات نفسية تسيء لاستقرارهم النفسي ومصيرهم المستقبلي! وهناك كثير من الحالات المتعرضة للعنف تواجه صدمات ما بعد (الطرد المفاجئ) من مسكنها الشرعي، الذي تتوقع أن تنعم فيه بالأمان النفسي والعاطفي وتبعدها عن مذلة السؤال والحاجة للآخرين! حيث تعاني من البحث عن البديل الآمن الذي يعوضها ويعالج ما تعانيه من آثار للصدمة التي عانت منها بعد وقوعها في أزمة الطرد من مسكن الزوجية للشارع بين ليلة وضحاها بسبب خلافات زوجية، أو بسبب الطلاق المفاجئ، أو بسبب أخلاقيات الزوج المنحرفة التي تدفعه بين كل فترة وأخرى إلى طرد شريكة حياته الضعيفة لامتناعها عن تلبية طلباته أو رغباته المنحرفة! وبالرغم من التوجيه القرآني الصريح في (سورة الطلاق) بعدم طرد الزوجة حتى لو بعد طلاقها الأول أو الثاني لهدف علاجي لردم الصدع والخلاف بين الزوجين لاستمرارهما مع بعض في نفس المسكن، إلا أنه للأسف الشديد كثير من الأزواج لا يتقون الله في زوجاتهم، ولا يعطون اهتماماً لما تتعرض له نساؤهم، من إهانات وإذلال وتشهير لهن نتيجة لهذا الطرد الظالم من بيوتهن التي كانت مستورة، وعلى أثر خلاف مفاجئ أصبحت مكشوفة للجميع! وهذا ما تعرضت له (الخالة زينب) في أحد أحياء مكة والتي نقل برنامج (يا هلا - روتانا) قصة بقائها أمام منزلها المطرودة منه لشهور، والنفايات التي تحيط بها من كل جهة لشهور، ولم يتحرك أي كان لمساعدتها وانتشالها من هذا البؤس الذي تعيشه بسبب طرد زوجها لها! ورفض الخالة زينب الذهاب لدار الرعاية للمسنات وإصرارها على الدخول لمنزلها، إنما يؤكد أنها مظلومة وتعيش القهر وتطالب بحقها الشرعي للعودة لمنزلها! وإن كانت المسببات غير واضحة لطردها وبقائها في الشارع لشهور، لكن هذا النموذج المأساوي من الزوجات المطرودات، يحتاج لتدخل قوي لحمايتهن والحد من استغلالهن وطردهن من بيوتهن الآمنة بدون وجه حق! فالخالة زينب ظلت لشهور بين النفايات ولم يتحرك مركز شرطة الحي! ولم يتحرك الجيران باللجوء لأمارة المنطقة! ولم يتحرك أحد من أقاربها لتعويضها ما عانته من زوجها الذي هو أقرب الناس لتحقيق كرامتها وسترها! لذلك ما زالت مطالباتنا بالإجراءات الأمنيةالعادلة للتدخل فوراً للحد من طرد الزوجات قائمة، وذلك لحمايتهن ما تقلبات وأمزجة الأزواج الذين لا يخافون الله في الأمانة التي كلفوا بها من النساء!