بعد أسابيع قليلة من انتهاء البطولة الأضعف تسويقياً وهي بطولة خليجي 22 , دعونا نذهب إلى بلاد الكنغر، حيث أعلن قبل أسابيع في سائل الإعلام الأسترالية عن إكمال استعداداتها استضافة بطولة كأس أمم آسيا 2015 .
الأخبار التي وردت تباعاً والأرقام المعلنة عن استعدادات أستراليا (بلاد الكنغر) والدقيقة للغاية، توضح الفرق الشاسع والهائل في مفهوم التسويق الرياضي وكيفية تطبيقه باحترافية، حيث لا تدع شاردة ولا واردة إلا وأتت بها ! ولعلّنا نتعلّم من فكرهم!
بدايةَّ تم تدشين موقع البطولة الإلكتروني ومنذ فترة زمنية بعيدة قبل انطلاق البطولة ، تم عمل إعلانات كبيرة وضخمة له عبر الإنترنت , وهذا هو الدرس رقم واحد, إذ إن الصحفيين والنقاد والمشجعين والمهتمين بالبطولة يعتبرون عاملا مساعدا في الإعلان للبطولات بدون أن يعرفوا ! وهذا لن يأتي إلا بحصولهم على معلومات وأرقام عنها لا يمكن أن تأتي إلا عبر الموقع الإلكتروني، والذي استقيت معظم المعلومات منه!
أعلن هذا الموقع منذ أيام عن عدة أرقام دقيقة للغاية توضح مصروفات استعدادات البطولة ، على سبيل المثال , تم صرف 400 ألف دولار أسترالي ( الدولار الأسترالي يوازي 3 ريالات سعودية ) على مقاعد مغطاة حديثة لكل فريق من فرق البطولة، والتي سيتم استخدامها للمرة الأولى في بطولة كأس آسيا وبعد انتهائها سيستفاد منها بتحويلها للأندية العشرة الأولى في الدوري الأسترالي!
تم تطوير الإنارة بـ نصف مليون دولار أسترالي في ملاعب التدريب , وعمل صيانة لأرضية الملاعب بقيمة 275 ألف دولار , 1.25 مليون دولار لتطوير استاد نيوكاسل منها 150 ألف دولار كمساهمة من اللجنة المنظمة للبطولة !
قامت الحكومة الأسترالية بتقديم الدعم لإكمال استادين هامين بقيمة 26.3 مليون دولار !
تم تطوير مناهج التعليم في أستراليا - نعم .. في تلك الفترة البسيطة ! - لكي يتعلم نحو 54 ألف طالب أشياءً جديدة عن آسيا ! وتم تنظيم أكثر من 100 نشاط وفعالية اجتماعية آسيوية في أستراليا !!!
وبعكس ما حدث عندنا حيث لم نعرف الراعي الوحيد للبطولة إلا قبل بداية البطولة بأيام! بقي أن نذكر أن الرعاة الرسميين للبطولة الأسترالية تم الإعلان عنهم جميعاً منهم طيران الإمارات, نايكي , نيكون, سامسونج , بنك قطر الوطني, قطر للبترول, هيونداي للصناعات الثقيلة , تويوتا , توشيبا !
16 شركة راعية .. مرة أخرى .. 16 راعياً ! , لا يوجد منهم اثنان متشابهان في نفس النشاط الصناعي أو الاقتصادي أو الخدمي!
أرقام وإنجازات تعكس حماساً مرعباً ؟! أين نحن منه ؟!
أخيراً بقى أن نذكر أن هذا الحماس هدفه هو امتداد لخدمة الدولة، نعم خدمة الدولة وليس البطولة فقط , وليس من أجل المنصب والحفاظ عليه وفقط ! فممثل اللجنة المنظمة قال نصاً إن استضافة هذه البطولة لا تقتصر على كرة القدم فقط، فهي تجربة كبيرة في بناء الدولة.
هذه الصفحة غير متاحة !!!
للحصول على بعض المعلومات عن خليجي 22 من أجل هذا المقال وجدت أن موقع البطولة وهو gulfcup.sa معطّل ولا يعمل!! ويعطي عبارة «هذه الصفحة غير متاحة!»، نتحدث عن أيام بعد انتهاء البطولة , بمزيج من السخرية والاكتئاب بحثت عن موقع كأس العالم 2006 في ألمانيا, وجدته يعمل.. وبآخر تحديث إخباري، إذ يوجد في صدر الصفحة الرئيسية صورة للمنتخب الإيطالي يحمل لاعبوه كأس العالم !