كتب - سلطان الحارثي
تقف اليوم صحيفة الجزيرة مع فريق الهلال الذي لم يؤد مباريات كبيرة حسب نظرة الكثير من النقّاد والمتابعين, حيث خسر من فريق الشباب وفريق النصر, وتعادل مع قطبي جدة الأهلي والاتحاد, وهذا ما جعله يحتل المركز الرابع بعد أن جمع 24 نقطة متخلفاً عن بقية الفرق بمباراة مع فريق الفيصلي تم تأجيلها لمشاركته في دوري أبطال آسيا.
الهلال الذي يقوده فنياً الروماني ريجيكامب تعوّد محبوه على أن لا يغيب طويلاً عن بطولة الدوري يدخل موسمه الرابع بدون أن يحققها, رغم أنه كان المنافس الوحيد للأبطال السابقين.
وللحديث أكثر عن مستويات الهلال, استضفنا المدرب الوطني عبد العزيز العودة الذي أكد بأن المستوى الفني للهلال خلال الفترة الماضية لم يكن مُرضياً لمحبيه بحكم امتلاكه أفضل العناصر المحلية في الدوري السعودي, وقال: «الهلال يملك أفضل اللاعبيين ولكنهم لم يؤدوا أداء يُواكب إمكانياتهم, ولذلك أسباب عدة, منها خسارة الهلال نهائي آسيا, ومن ثم خسارة المنتخب السعودي (الذي يضم أكثر من نصف لاعبي الهلال) بطولة الخليج, وهذا بدون شك أثّر على اللاعبين نفسياً, أيضاً عمل المدرب الإعدادي كان قوياً لمشاركته الآسيوية, وحينما انتهت الآسيوية شاركوا مع المنتخب, وهذا أدى لزيادة الحمل لديهم, مع تشبع وإرهاق, والمدرب لم يعالج هذا الخلل بحيث يريح بعض اللاعبين».
وعن أجانب الفريق, قال: «أجانب الهلال كمستوى جيدون, ويُعدون من الأفضل على مستوى الدوري, ولكنهم غير مناسبين للهلال باستثناء ديغاو, فالهلال من طبعه اللعب الهجومي, وأغلب الفرق تلعب أمامه بتحفظ دفاعي, ولذلك من غير المنطق أن يكون لديك ثلاثة لاعبين أجانب أدوارهم دفاعية, وهذا ما أضر الهلال في خط المقدمة».
وتابع: «في سنوات ماضية وحينما ينخفض مستوى الهلال كان ينقذه السويدي ويلهامسون, ويقدم له الحلول, ويكون له دور في نهوض الفريق, ولذلك فإن الهلال بحاجة للاعب مثل هذا اللاعب يكون مؤثراً, مع استبدال بينتلي وكواك وجلب ظهير أيمن ومهاجم أو لاعب طرف بمواصفات ويلهامسون».
وعرج العودة على أداء مدرب الفريق ريجي, حيث قال: «أعطيه من 50 إلى 60% بحكم أن الهلال لم يخسر نتيجة مستوى, إنما لم يُحالف التوفيق مهاجميه, ولكن يُلاحظ عليه عدم قوة شخصيته كتأثير على اللاعبين, ولكن هذا لا يعطينا الحق في طلب إبعاده, بل إن استمراره مهم جداً, ولن يضمن أحد بأن المدرب القادم سيكون أفضل منه, ولو تم تغييره فإن الضرر سيكون أكثر على الفريق».
وحول احتياجات الفريق, قال: «لا بد من زرع الثقة في اللاعبين الذين لم يُضموا للمنتخب السعودي, وإعدادهم بشكل قوي, ولا بد أن يكون المدرب أكثر حزماً مع المجموعة, وأتمنى رؤية مدافعي الهلال الشباب أمثال سلطان الدعيع وأحمد شراحيلي وأن يزج بهم في فترة التوقف مباريات ودية حتى يحكم عليهم بشكل كامل».
من جانبه, شدد فيصل أبو ثنين لاعب فريق الهلال السابق بأن تقييم مستوى فريق الهلال يتجه لثلاثة جوانب, الجانب الفني, والجانب النفسي, والجانب الثالث يختص باللاعبين, وقال: «مدرب فريق الهلال حينما حضر للهلال كان هدف كل الهلاليين وتركيزهم على البطولة الآسيوية بغض النظر عن أي شيء آخر, وهذا الأمر سبّب ضغطاً كبيراً على اللاعبين والمدرب والأجهزة الإدارية وإدارة النادي».
وتابع: «السيد ريجي في النواحي البدنية يقوم بعمل أكثر من رائع لم أشاهده في الأندية السعودية خلال السنوات الماضية, ولا حتى في المنتخبات السعودية, ومستوى لياقة الفريق عالٍ جداً, وتميز على كل الفرق التي قابلها من الناحيتين اللياقية والبدنية, وهذه ميزة تُحسب للسيد ريجي وللجهاز الذي يعمل معه».
وأضاف: «ريجي وصل لنهائي آسيا, وكان تركيزه الأساس على هذه البطولة, وقدم مستوى مميزاً من خلالها, وكان قريباً من تحقيق الكأس, إلا أن الظروف التي يعرفها الجميع حالت دون تحقيق البطولة, وما تلا تلك الخسارة هو هبوط في مستوى الكثير من اللاعبين, وكثيرون منهم أُحبطوا من جراء هذه الخسارة, وتبع تلك الخسارة مشاركة المنتخب في كأس الخليج, وكان ستة من لاعبي فريق الهلال أساسيين في المنتخب, وخسارة المنتخب للبطولة الخليجية زادت من الإحباط, فأصبح ريجي على نارين, خصوصاً أنه حينما عاد لدكة البدلاء وجد فيها مجاملة كبيرة لبعض اللاعبين الذين لن يفيدوه كثيراً من الناحية الفنية, ومستوياهم تفرق عن الأساسيين بشكل كبير, ووجدَ لاعبين جُدد وهو لا يحتاجهم ولن يحتاجهم, وصدم من وجود لاعبين حضروا من أندية أخرى لم يكونوا في الصورة التي قد تخدم الفريق, وهذا الأمر لا يتحمله ريجي الذي يقوم بعمل مميز جداً, ويسير بالفريق بشكل متميز, ولكن في الفترة القادمة عليه أن يعطي الفرصة لبعض اللاعبين».
وشدد على أنه يجب على الهلاليين أن لا يستعجلوا, فالفريق الذي كانوا يتغنون به أمام العين, وأمام سيدني في أستراليا, ما زال حاضراً.
وانتقد أبو ثنين مستوى المحترف البرازيلي تياغو نيفيز, وقال: «نيفيز من العناصر المهمة, ولكنه في الفترة الأخيرة خذل الفريق والمدرب والجماهير بهذا المستوى الباهت وهذه الروح المستغربة من نيفيز, ولذلك عليهم استبداله وجلب لاعب صانع ألعاب, كذلك عليهم استبدال المدافع الكوري كواك وجلب لاعب أكثر فاعلية منه, بحيث يكون لاعباً جوكر تستفيد منه في الظهير الأيمن والظهير الأيسر, أما بينتلي فهو ليس باللاعب المناسب, وليس باللاعب الذي يحتاجه الهلال, واستبداله بمهاجم أمر مهم, فالهلال بحاجة ماسة لرأس حربة وهداف, ومشكلة الهلال في الهجوم هو ارتباطه بناصر الشمراني, فإذا حضر سجل الهلال, وإن غاب تأثر الهلال, وهذا مؤشر ليس بجيد لفريق كبير ينافس على تحقيق البطولات».
وعن احتياجات الفريق في الفترة الماضية, قال: «الهلال يحتاج للراحة, فالفريق مجهد بدنياً ونفسياً, وعلى المدرب إعطاء اللاعبين البدلاء الفرصة, ولا بد أن تتوقف المجاملة في الهلال, فمن يعطي ويقدم للفريق يجب أن يبقى, ومن توقف عطاؤه فعليه أن يرحل مهما كان اسمه».