في الدول المتقدمة وفي نهاية كل عام مالي نجد كل اتحاد من اتحادات كرة القدم تعلن عن ميزانيتها بكل وضوح وشفافية! إلا نحن!
في الدول المتقدمة بدءاً من أكبر كيان رياضي وهو الفيفا وحتى أصغر ناد، يوجد التزام أمام وسائل الإعلام والصحافة والمهتمين والمشجعين بتوضيح كل شيء يتعلق بالأمور المالية، ولا يهم أن تكون الميزانية صادقة وأن تخلو من التجاوزات بل والتزوير! بل الأهم هو توضيح تلك الميزانيات وبالأرقام!
منذ أشهر قامت أكبر مؤسسة رياضية وهي الفيفا بإقرار وتوضيح ميزانيتها حيث أكدت أن فائضها من النقد بلغ 72 مليون دولار واحتياطيها بلغ 1.4 مليار دولار، وأنه في بداية عام 2015 سيحصل كل من الاتحادات الوطنية على 500 ألف دولار وكل اتحاد قارّي على 4.5 مليون دولار.
الاتحاد الألماني هو الآخر قام بعد فوز المنتخب الألماني بكأس العالم بتوضيح الميزانية بكل شفافية وأوضح أن الفائض الربحي بلغ 4.6 مليون يورو بل وأعلن عن تسليم نصف هذا المبلغ - 2.28 مليون يورو إلى رابطة الدوري الألماني!
في الدول المتقدمة توجد مصطلحات مثل «تسوية الميزانية» و»التقرير السنوي للميزانية» و» حسابات الأرباح والخسائر» و»السنة المالية للموسم» وهي مصطلحات ربما لم نعرفها في الرياضة عندنا حتى الآن!
هناك تقوم حتى الأندية والاتحادات بتوضيح مدخلاتها ومخرجاتها والإفصاح عن وضعها المالي، ريال مدريد وضع نموذجاً هذا العام بوضعه جميع الأرقام المتخيلة في ميزانية كيان رياضي! الإيرادات وحصيلة بيع اللاعبين وميزانية شراء اللاعبين، ومبالغ المرتبات والنسب المئوية لجميع الأرقام وفي النهاية تم رصد كل ذلك في جداول ورسومات بيانية! أين نحن من كل هذا؟!
صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب في أحد تصريحاته الأخيرة قال إنه يستغرب من الديون المتراكمة على الاتحاد السعودي، بل والغريب أنه طلب تقرير ميزانية الاتحاد عن العام الماضي فتأخرت 4 أشهر كاملة! وله تعبير جاد رائع حول التسيب وإهمال أموال الدولة قال فيه: «لو قدمت لي ميزانية الاتحاد التي وصلت لي قبل أيام في شركتي الخاصة لما بقي من أعدها في مكانه، الميزانية المقدمة غير مرضية وغير مقنعة إطلاقاً»، وله كل الحق!
ديون اتحاد الكرة السعودي بلغت 141 مليون ريال منها 90 مليون ريال سلفة من وزارة المالية لسداد قيمة عقد مدرب المنتخب «ريكارد»!، وكانت الآمال معلقة على إيرادات «خليجي 22» لتنعش خزينة الاتحاد ولكن أعتقد أن هذا الأمل ذهب أدراج الرياح للفشل التسويقي الذريع في الترويج للبطولة حتى هذه اللحظة!
طرائف !
* الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير بن مساعد يقول نصاً إن «رعاية الشباب تقدم لاتحاد الكرة مبلغاً معيناً، وبالتالي نرغب في التأكد من صرفه في محله»، يطلب الرجل من الاتحاد تقرير الميزانية ليتأخر 4 أشهر! ليسترسل في كلماته: «لا أخفي على أحد بأني لم أتأكد من صرفه في محله حتى الآن فالميزانية المقدمة ليست معدة بالشكل اللائق»!.. 4 شهور من التأخير وفي الأخير ميزانية على!! A4
* الاتحاد السعودي لم يتمكن حتى الآن من بيع حقوق رعاية بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد، وكذلك رعاية المنتخب الأول!! وهذ هدر مالي كبير!!!
* الأمير خالد بن سعد في يوليو الماضي صرّح أن ميزانية اتحاد كرة القدم أكبر من ميزانية بعض الدول، ورئيس الاتحاد يُعامَل كرئيس دولة، السؤال هنا كيف تكون ميزانية الاتحاد مثل هذا... ثم نقرأ عن ديون وصلت إلى 141 مليون ريال! فأين تذهب أموال تلك الميزانية؟!