تعليم 21
تأملات في تقويم جامعاتنا
د.عبدالعزيز بن سعود العمر

ازعم أني أمضيت أكثر من عقدين من الزمن وأنا أتابع كثيرا من قضايا التعليم بحكم اهتماماتي الأكاديمية. خلال هذه الفترة الطويلة لا أكاد أعلم أن ثمة حراكا تعليميا محليا قد هز واقعنا الأكاديمي التعليمي حتى جذوره مثل ذلك الحراك الذي انفجر قبل أيام عندما خرج تقرير دولي عن أفضل ثلاثة آلاف جامعة في العالم. لقد أحدث هذا التقرير زلزالاً تجاوز مداه أسوار جامعاتنا ومراكزها البحثية ليصل إلى معظم المنابر والمنتديات التعليمية والثقافية والإعلامية.
أنا لست في هذا المقام بصدد الوقوف مع معسكر منتقدي التقرير أو مع معسكر الذين قبلوا كل ما جاء فيه، لكنني فقط أردت أن أشير إلى أن مرورنا بهذا المخاض الأكاديمي الثقافي العسير يعد مؤشرا يدل على أننا نسير بثقة تامة في تطوير تعليمنا العالي.
إن كثيراً من ردود الأفعال المحلية الكبيرة تجاه هذا التقرير الدولي ما كانت في ظني لتأخذ هذا الزخم الهائل لو لم يكن مفكرونا ومثقفونا يعرفون تماما أن مرئياتهم وطروحاتهم سوف تصب في تيار تطويري شامل يشهده اليوم تعليمنا العالي، فالتقرير ظهر في وقت يمر فيه تعليمنا العالي بحركة إصلاح وتطوير غير مسبوقة على الإطلاق، إنها ظروف فتحت شهية ومزاج كل الأكاديميين والمثقفين في بلادنا ليشاركوا بمقترحاتهم ومرئياتهم التطويرية.