| |
قوة المسلمين في وحدتهم
|
|
يعتبر العيد من المناسبات العظيمة التي يوجه فيها قادة المملكة خطاباً ليس للمواطنين فقط وإنما لكافة مسلمي العالم، لتذكيرهم بالمبادئ الإسلامية العظيمة التي تتجلى بعض صورها في الحج، وهو الموسم العظيم الذي يجمع مسلمي الشرق بمسلمي الغرب في بوتقة واحدة ليؤدوا مناسك واحدة لعبادة الله الواحد وليشهدوا منافع لهم، وهي من أجمل الصور عندما تتلاقى القلوب المؤمنة موحدة وملبية للخالق جل في علاه. لقد حث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمين الأمير سلطان في كلمتهما بهذه المناسبة المسلمين قاطبة على أن يعملوا الجهد والفكر لتتحول كثرتنا إلى فعل، وخيراتنا إلى قوة وعزم، والمشترك بيننا إلى مصدر وحدة وتآلف وتقارب وتجاوز للخلافات، وعظمة هذا الدين إلى مصدر إلهام وقدوة للإنسانية جمعاء. فالقوة هي في الوحدة، ولا يمكن أن نحقق الوحدة إلا بالنظر في الجوانب المشتركة بيننا نحن المسلمين، والابتعاد عن كل ما يفرقنا. وما نشاهده اليوم في العالم الإسلامي من ضعف وهوان إنما هو ناجم عن التدقيق في الخلافات بين الشعوب بمختلف انتماءاتها. لقد أظهر الحجاج منذ بدء موسم الحج ما للمسلمين من قوة كامنة لو تم توظيفها وتوجيهها نحو خدمة الدين وخدمة مجتمعاتهم لأمكن تذليل العقبات نحو إعادة بناء الحضارة الإسلامة واستعادة مجدها. هذه القوة بحاجة إلى التسلح بأسباب الحضارة والتشبث بالعلوم لتكون المجتمعات الإسلامية مصدراً من مصادر العلم والتقنية كما كانت في الماضي وليست فقط مستوردة كما هو حاصل الآن مع الأسف الشديد. إن الحضارة الإسلامية إذا تمت استعادتها اليوم فإن خيراتها لن تقتصر على المسلمين وحدهم وإنما ستشمل جميع البشر، لأنها حضارة فريدة، كما أكد المليك وولي عهده، فهي حضارة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتحل الطيبات وتحرم الخبائث، وتضع عن الإنسانية الأغلال التي كانت عليها. حضارة تسنمت ذرى الريادة إنتاجاً وإبداعاً وحركةً وتنوعاً وحيويةً وقوةً. هذه بعض المفاهيم العظيمة التي يستقيها المسلم من مناسك الحج، خاصة أن الحجاج يقضون هذه المناسك في ظل أمن وأمان وفي وجود خدمات جليلة تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، وبالتالي تسمح لهم بالتفرغ للتدبر والتفكر في هذه المبادئ للاستعداد للعمل بها على الوجه الأكمل.
|
|
|
| |
|