| |
المشكلة في غيرنا!! نادر بن سالم الكلباني
|
|
كلنا عندما نتكلم عن أبنائنا وبناتنا، نصفهم بما نعتقده فيهم من خير ومن سلامة السلوك وحسن التربية، لكننا رغم هذه القناعة التي لا نقبل التشكيك فيها لا تزال المفاسد والشر وهذه الجموع الغفيرة من الأبناء المنحلين بتصرفاتهم التي لم نعهدها والتي تتناقض مع قيمنا وتظهر الكثير مما نزكي أبناءنا منه، تملأ المكان الذي نعيش فيه، دون أن نتساءل من أين تأتي إذا كل هذه المفاسد؟ ونحن كلنا ندعي صلاحنا وصلاح أبنائنا، والتفسير لا يتطلب إمعان العقل لفهمه بقدر أن نعترف أننا إما لا نعرف أبناءنا أو ما يدور من حولنا وفي بيوتنا، أو أننا نعرف ونتجاهل الأمر، وفي كلتا الحالتين مشكلة. وكلنا عندما نتكلم عن فضائح الآخرين، نجزم بكل الثقة أن مثل هذه الفضائح لا تحدث في دائرتنا الصغيرة، ولا يمكن أن تحدث، ونقنع أنفسنا أن الفضائح والقصص التي نسمعها عن كل الناس رغم حدوثها في نفس المجتمع الذي نتشاركه، تخص غيرنا ولا تمسنا، دون أن نقف قليلاً لنسأل أنفسنا، إنا كنا كما نؤمن ونقول، فمن أين إذا تأتي كل هذه الفضائح التي نستمع إليها ونتناقلها؟ والمسألة أيضاً لا تتطلب جهداً لفهمها، فإما أننا نعرف ونتجاهل الأمر أو لا نعرف، وفي كلتا الحالتين مشكلة. وكلنا عندما نتكلم عن القيم والمبادئ، نقرها ونؤمن بها ونقول عن تمسكنا بها دون أن نسأل أنفسنا أيضا، طالما أننا كلنا مؤمنون بالقيم والمبادئ التي يعززها ديننا الحنيف، وتنطلق سلوكياتنا من هذا الإيمان، فمن أين تأتي كل هذه المخالفات والضرر والتعديات على حقوق الغير وحرماتهم؟، وكما قلت سابقاً.. الأمر لا يتطلب جهداً لتبيانه، فإما أننا نعرف ونتجاهل أو لا نعرف، وفي هذه مشكلة كما في غيرها من أمور نفترضها في غيرنا دون سوانا، ونعترف بوجودها لكنها بكل تأكيد ليست فينا، فيبقى حالنا على وضعه دون تصحيح.. والله المستعان.
nalkalbani@hotmail.com |
|
|
| |
|