| |
بين القيادة والشعب عبد الله بن راشد السنيدي (*)
|
|
يتميز الشعب السعودي والحمد لله بالولاء والإخلاص لقيادته ووطنه، كما يتميز بالهدوء والسكينة وحفظ الجميل لكل ما يقدم له من خدمات ومشروعات، وهذا ما يلاحظ في الشارع وفي المجالس وفي المناسبات. كما يلاحظ ذلك من الوفود التي تمثل المواطنين في كافة المناطق عند قدومهم للسلام على قائد المسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله. ولهذه المزايا الطيبة التي يتميز بها الشعب السعودي أسباب عديدة، يأتي في مقدمتها العوامل التالية: * أنه شعب متديِّن؛ فدين الإسلام الحنيف يحث على مكارم الأخلاق، ومنها الانضباط وطاعة ولي الأمر ونبذ الفرقة والفوضى، فكلنا يعلم كيف حوَّل الإسلام الحنيف العرب وهم الحفاة الجفاة إلى أمة رحيمة وخلوقة كانت مضرب المثل للأمم الأخرى وقت ظهور الإسلام وما تلاه من عصور، فكثير من الأمم اعتنق الإسلام بسبب ما رآه في المسلمين من أخلاق سامية، فنحن والحمد لله لا نرى في شوارعنا تلك المظاهرات الفوضوية التي تعطِّل الحياة وحركة الناس، ولا نرى ما يُعرف بالإضراب أو الاعتصام أو العصيان المدني. * أن الرعيل الأول من الشعب السعودي قد عايشوا الأوضاع السيئة التي كانوا فيها قبل قيام الدولة السعودية من فرقة ومنازعات وجهل وفقر وأمراض وخلافات واختلال الأمن، فلما جاءت الدولة السعودية حوَّلت ذلك إلى نقيضه، فتحولت الفرقة إلى وحدة، والتنازع إلى تصالح، والجهل إلى علم، والفقر إلى غنى وكفاف، والمرض إلى صحة، والخرافات والبدع إلى عقيدة سليمة، واختلال الأمن إلى أمن واستقرار، وقد تلقَّى الشعب السعودي عبر أجياله المتعاقبة تلك الحقائق وأدان لها بالعرفان بالجميل وتقديراً لما يعيشه في ظل هذه التحولات الجميلة التي هي مطلب كل أمة أو شعب. * أن القيادة الرشيدة لم تقصر في توفير متطلبات الشعب في كافة الخدمات التي يصعب حصرها، ولكن قد يكون في مقدمتها التعليم والصحة والنقل والاتصالات والأمن والعدل والاقتصاد المزدهر، فبلادنا وصلت في هذه الخدمات إلى المستوى الموجود في الدولة المتقدمة. ففي مجال التعليم يوجد في بلادنا الآن (18) جامعة، وطلاب التعليم العام يصل عددهم إلى نحو أربعة ملايين طالب وطالبة. وفي مجال الخدمات الصحية وصلت بلادنا إلى مستوى متقدم، فبعد أن كانت الأمراض المستعصية والخطيرة يعالج أصحابها في خارج المملكة أصبحت بلادنا مقصداً للعلاج من مواطني الدول الأخرى، بل من الزعماء. وفي مجال النقل فإنه يوجد في بلادنا شبكة طرق حديثة تم تصميمها وفقاً لأحدث الموجود عالمياً، ومن ذلك الطرق التي شُقَّت في الجبال والجسور، والأنفاق التي أقيمت من أجل اختصار المسافات بين الأحياء والمدن. وفي مجال الازدهار الاقتصادي تحتل بلادنا المركز الأول في الشرق الأوسط. * أن القيادة الرشيدة في بلادنا تنتهج سياسة الباب المفتوح باستقبال المواطنين في مكاتبهم وفي منازلهم وتلقِّي آرائهم وقضاء حاجاتهم والنظر في شؤونهم، وهو الأسلوب الذي يندر وجوده في بقية دول العالم، فالملك عبد الله - رعاه الله - يستقبل أسبوعياً العلماء والمسؤولين والمواطنين، وكذلك سمو ولي العهد الكريم، كما أن أمراء المناطق عملوا بهذه العادة الطيبة، فأمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يستقبل المواطنين يومياً في مكتبه وأسبوعياً في منزله، سواء كانوا من مواطني منطقة الرياض أو غيرهم من مناطق المملكة؛ حيث يتم في هذه اللقاءات تبادل الآراء والأفكار الفاعلة. * أن القيادة الرشيدة وكافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة يتصفون بالتواصل والاندماج مع المواطنين من دون فوقية أو تعالٍ. * أن الشعب السعودي يدرك الأوضاع المتدنية التي يعيشها كثير من دول العالم، وإذا قارن الموجود في بلاده من أمن واستقرار ورفاهية مع الموجود بتلك الدول من تأخُّر ونقص في الخدمات وعدم استقرار فإنه يحمد الله على ما هو فيه من تقدُّم ونجاح واستقرار، وهو مما يزيد ولاءه وإخلاصه لقيادته. هذه إذنْ بعض الأسباب التي جعلت الشعب السعودي يتميز بهذه الخصال الطيبة، وهو ما انعكس إيجابياً على المزيد من التلاحم بين القيادة والشعب.
(*) وكيل وزارة الخدمة المدنية المساعد للمراجعة والدراسات
|
|
|
| |
|