Al Jazirah NewsPaper Friday  29/12/2006G Issue 12510مقـالاتالجمعة 09 ذو الحجة 1427 هـ  29 ديسمبر2006 م   العدد  12510
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حجّة رسول الله صلى الله عليه وسلم
د. محمد بن سعد الشويعر

اخترت للقارئ أفضل ما يناسب الوقت الحاضر، وهي صفة حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يتأسى بها كل مسلم في أداء نسكه، وهي رواية جابر رضي الله عنه التي قال المحدثون بأنها أصدق الروايات، وقد رواها مسلم في صحيحه فقال بالسند، إلى محمد بن علي بن حسين، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فسألته وهو أعمى، بعد أن صلّى بنا، عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جابر بيده ثم عقد تسعاً، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذّن في الناس في العاشرة: أن رسول الله حاج فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله.
فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله كيف أصنع؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي، فصلى رسول الله في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مدّ بصري بين يديه، من راكب وماشٍ، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عَمِلَ به من شيء عملنا به.
فأهلّ بالتوحيد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. وأهلَّ الناس بهذا الذي يهلّون به، فلم يردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً منه، ولزِمَ رسول الله تلبيته. قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، فرمل ثلاثاً، ومشى أربعاً، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى.. } فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في الركعتين: قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون.
ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصَّفا، فلمّا دنا من الصفا قرأ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا، فرقى عليه، حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة. فوحّد الله، وكبّره، وقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
ثم دعا بين ذلك، قال: مثل هذا ثلاثاً، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: لو أني استقبلت من أمري، ما استدبرت، لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي، فليحلّ وليجعلها عمرة، فقام سُراقة بن جُعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبّك رسول الله أصابعه: واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج مرّتين، لا بل لأبد أبد.. وقدِمَ عليّ من اليمين ببُدن النبي عليه الصلاة والسلام، فوجد فاطمة رضي الله عنها، ممن حل ولبست ثياباً صيفياً واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، فكان عليّ يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله محرّشاً على فاطمة، للذي صنعت، مُستفتياً لرسول الله فيما ذكرت عنه، فأخبرته أنّي أنكرت عليها ذلك، فقال: صدقتْ، ماذا قُلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسول الله.
قال: فإن معي الهدي فلا تُحلّ، فحلّ الناس كلّهم وقصّروا، إلا النبي ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجّهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله، فصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً، حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تُضرب له بنمرة، فسار ولا تشكُّ قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة، فوجد القبّة قد ضُربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس، أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلا كل شيء من أمر الجاهلية، تحت قدميَّ موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة، كان مسترضعاً في بني سعد، فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فُرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت، فرفع أصبعه السبّابة إلى السماء ونكتها إلى الناس: اللهم اشهد، ثلاثاً، ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب ناقته، حتى أتى الموقف فجعل بطن القصواء إلى الصخرات، وجعل حبْل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القُرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع وقد شنق للقصواء الزّمام، حتى إن رأسها ليصيب موْرِك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس السكينة السكينة، كلما أتى حبلا من الحبال، أرخى لها قليلاً، حتى تصعد حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء، بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبّح بينهما شيئاً، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، وصلّى الفجر، حين تبين له الصبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلّله ووحّده، فلم يزل واقفاً، حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلاً حسن الشعر، أبيض وسيماً، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرّت به ظُعُن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده على وجه الفضل، فحوّل الفضل وجهه إلى الشّق الآخر، ينظر، فحوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، من الشقّ الآخر، على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر، ينظر حتى أتى بطن الوادي (محسّر) فحرّك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى، التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة، التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبّر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي.
ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى علياً فنحر الباقي، وكان عدد الجميع مائة، وأشركه في هديه، ثم أمر من كُلِّ بدنةٍ ببضعةٍ، فجُعلت في قِدرٍ، فطُبخت فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله فأفاض إلى البيت، فصلّى بمكة الظهر.
فأتى بني عبد المطلب، يسقون على زمزم، فقال: انزعُوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس، على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلواً فشرب منه.
وجاء في حديث جابر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نحرت هاهنا، ومنى كلّها منحر، فانحروا في رحالكم، ووقفت هاهنا ومزدلفة (جمع) كلّها موقف، ووقفت هاهنا وعرفة كلها موقف.
ورخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم للرعاة والسقاة بعدم المبيت بمنى (صحيح مسلم 3: 333-358).



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved