| |
ظاهرة التحرش.. بين الوقاية والعلاج ندى الفايز
|
|
كشفت التصريحات الصحفية الصادرة من مديرية البرامج الوقائية لمكافحة الدرن والإيدز بوزارة الصحة أنه ومنذ عام 1984م تم اكتشاف نحو (10120) - أي ما يفوق العشرة آلاف - حالة مصابة بمرض نقص المناعة والمعروف بالإيدز، كما أوضح التصريح أن وزارة الصحة تعمل على إنشاء 20 مركزاً للفحص الطوعي والاختياري بمختلف مدن المملكة لتوفير خدمات الفحص بهدف الاكتشاف المبكر لتلك الحالات ومنع انتقال المرض للأشخاص وإعطاء العلاج اللازم لذلك، وذلك ابتداء من مطلع العام المقبل 2007م. وذلك رغم الاختلاف حول اختيارية الفحص الواجب تطبيقه من وجهة نظري عبر الإلزام وربطه على سبيل المثال بالحصول على الشهادة الثانوية ومن ثم الجامعية أو عند التقديم للوظائف أو إتمام إجراءات الزواج. إن مرض نقص المناعة - الإيدز - من الأمراض الناتجة -غالباً- عن الممارسات المحرمة خاصة العلاقات الشاذة، هذا بجانب خطورة انتقال العدوة من شخصية مصابة وشاذة إلى أخرى سليمة غير مدركة لخطورة وحقيقة الوضع الصحي لمن أصيبوا بمثل تلك الأمراض نتيجة الممارسات التي أقل ما يقال عليها إنها بوهيمية غير أخلاقية ولا تمتُّ للإنسانية بصلة على الإطلاق، ومع انتشار ظاهرة التحرش بين نفس النوع التي عادة ما تسبق ما يعرف بالشذوذ الذي لا يظهر إلى السطح منه سوى القليل عبر التصريحات الخجولة حول وجود أعداد من تلك الظاهرة، ومع الأهمية الملقاة على عاتق الإعلام بعمل برامج توعية مبكرة ومتخصصة لمثل تلك القضايا الأمر الذي يمكن أن يوقع العديد من مشاكل لا تحمد عقباها بعد صدمة معرفة وجود مثل تلك الظاهرة في أشخاص يتحركون بحرية بالمجتمع كاملا مع استهتار بسبب السكوت المطبق على الشخصيات المتحرشة؛ الأمر الذي يوفر فرصة إفلات من العقاب والاستهتار الكامل بالفعل ومحاولة تكراره بنفس المكان والزمان مرة أخرى.. هذا، ومن الضروري عمل حزمة من التوصيات تتعدى المطروح في هذا المقال الذي يحاول تناول تلك الظاهرة بخجل شديد خشية خدش حياء ثقافة المجتمع حول ذلك الموضوع الحساس للغاية الذي لم يعتد الحديث عنه تصريحاً أو حتى تلميحاً بوسائل الإعلام بالقدر الكافي!!. ويأتي ذلك محاولة لفهم أبعاد ظاهرة التحرش والشذوذ في المجتمعات العربية بصفة عامة التي قد تتجرأ فيها بعض النساء غير السويات خاصة المختلات نفسياً وأخلاقياً على الفتيات بشكل يصعب أن يحدث من قبل الرجل ذاته الذي توجد ثقافة المجتمع مسافة وحواجز بينهما لا تسمح بذلك بنفس السهولة، بالإضافة إلى أن التنشئة الاجتماعية وثقافة المجتمع ركزت بشكل كبير على تحريم الشكل الثاني دون إعطاء نفس التركيز والاهتمام على الشكل الأول لعدم إدراك وجود تلك الظاهرة بالمجتمعات رغم أن كليهما يعد من المحرمات الشرعية في كافة الأديان السماوية والفطرة الإنسانية السليمة التي ميز الله عز وجل بها الإنسان عن بقية وسائر المخلوقات والحيوانات، بالإضافة إلى الضعف الشديد في تناول القضية من الجانب الأخلاقي والعلمي من قبل وسائل الإعلام بأنواعها المرئية والمكتوبة والمسموعة التي لا يخفى على عاقل أهمية تنويرها أفراد المجتمع بهذا الخطر المحدق بكيان المجتمع وسلامة وصحة أفراده. وعليه تتفق معظم الدراسات التي قام بها علماء النفس والاجتماع وخبراء الجريمة أنه ومن جهة العموم: غالباً ما تكون المتحرشة شخصية تكبر الشخصية المستهدفة سواء كانت فريسة أو ضحية لعدة سنوات حدد متوسطها في الغالب ما بين 10 - 20 سنة؛ إذ إن التحرش النفسي والجسدي وغيرهما من الأنواع والأشكال عادة ما يكون أو يخطط له بين شخصين غير متكافئين على الإطلاق، وعندما تحصل المواجهة بين الشخصية المتحرشة والشخصية المستهدفة، وبحسب قوة تلك المواجهة بين كلا الطرفين يحدث القبول أو الرفض، كما يمكن أن تنسحب الشخصية المستهدفة بهدوء قبل حدوث تلك المواجهة، وعادة ما يطلق على شخصية الأول: الشخصية المتحرشة وتكون كبيرة بالسن وتتمتع بخبرة احترافية عالية وخطيرة وغالباً ما تعاني من مشاكل نفسية حارقة واختلال أخلاقي بالكامل.. أما الطرف الآخر: عادة ما يكون من صغار السن وما بين مرحلة المراهقة والشباب المبكر ممن يعرفون بانعدام الخبرة والتجربة والخجل الشديد، والأخطر من ذلك أن تكون الشخصية المستهدفة في مرحلة وسن الطفولة؛ الأمر الذي يضمن أن يكون مسلك الأخيرة عند افتضاح نوايا الأولى أن تصاب - حتى وإن كانت بمرحلة الشباب المبكر لا الطفولة - بالرعب والتوتر الشديد وتسيطر عليها حالة من الخوف والفزع حتى وإن لم يتم الإيقاع بها وسوف تفزع من الحديث عن تلك الشخصية المتحرشة حتى وإن لم تنجح في الإيقاع بها أو تنفيذ خطة التحرش، كما أن مسلك الشخصية المستهدفة عادة ما يلزم اتباع الصمت المطبق بعد استيعاب الموقف والنوايا، غير أنه يمكن ملاحظة التغير في مظاهر سلوكها مثل الفزع والتوتر والرفض التام إلى الذهاب أو التواجد في الأماكن التي تتردد عليها الشخصية المتحرشة وظهور عوارض الاضطراب وعامل الصدمة والصمت المطبق عند رؤية الشخصية المتحرشة وما يتبعها من خوف وفزع شديد عند مجرد رؤيتها أو سماع اسمها خاصة أن مواضيع الشذوذ تثير الفزع والتقزز لأنها ضد الطبيعة والفطرة البشرية السليمة بالكامل حتى عند المخلوقات الحيوانية كما أثبتت الدراسات العلمية في هذا المضمار. وبالمقابل تحاول الشخصية المتحرشة بعد فشل أو نجاح التحرش، التظاهر بشكل ساذج ومكشوف لا يتناسب مع مكنون شخصيتها وهدفها اعتقاداً منها أنها تتمتع بذكاء خارق والآخرين أغبياء، وتتصور أنه يمكنها إخفاء حقيقتها عن الآخرين، عبر السؤال الماكر والتركيز المكشوف من حين لآخر عن سبب اختفاء الشخصية المستهدفة أو عن سبب التغير في نفسية الشخصية المستهدفة والادعاء عليها، ومن جهة أخرى تنطلق بسرعة نحو العمل على مطاردتها واستهدافها من جديد ومحاولة العمل على الإيقاع بها بشكل آخر بهدف اختلاق مشاكل من نوع آخر وتحويل دفة ومجريات القضية إلى صورة أخرى تزيد من الضرر وتفزع الشخصية المستهدفة حتى تبعدها تماماً عن الموضوع الرئيسي وتدخلها في متاهات جانبية بأسرع وقت ممكن، وغالباً ما تكون هذه الشخصية المتحرشة من فئة المرضى النفسيين أو أصحاب العقد الحارقة أو من متعاطي المخدرات أو ما يعرف بمستخدمي حبوب الهلوسة التي تجعل متعاطيها يعيشون في عالم من الخيال الواسع الأقرب إلى البانوراما التي يصعب بل يستحيل إخراجهم منها، والأخطر من ذلك محاولتهم إدخال وإقناع كافة من حولهم بتلك الهلوسات والأفكار الشاذة والبوهيمية، ويمكن ملاحظة أعراض ذلك منذ البداية عليهم إذ إن تلك الشريحة ثبت بعد عملية الرصد الدقيقة والمتابعة لتحركاتهم أنهم يتحدثون بطريقة أقرب إلى الأداء المسرحي والسينمائي، كما أن درجة الكذب الاحترافي مرتفعة للغاية في كافة أشكال وصور الحديث الصادر منهم. وغالباً ما تكون الشخصية المتحرشة كذلك ممن لها علاقة اجتماعية أو إنسانية بالشخصية المستهدفة أو تخطط لإيجاد علاقة إنسانية أو اجتماعية بصورة سريعة ومندفعة؛ إذ إنه لا يمكن وبحسب الدراسات العلمية في حقول علم الجريمة، القيام بعملية التحرش دون وجود أو إنشاء ولو معرفة عابرة أو صداقة زائفة سريعة أثناء فترة التحضير أو التنفيذ لعملية التحرش، أما أسلوب التمهيد لذلك فتوضح كذلك حالات الرصد الدقيقة والمراقبة الميدانية للشخصية المتحرشة أن أسلوبها في البداية يكون إما عن: - طريق التودد الزائد: مثل كيل المديح والمبالغة بالترحيب والسؤال والاهتمام الزائد وإعطاء انطباع أمام الآخرين بوجود علاقة صداقة ولو عبر نزعة المجاملة واستخدام عنصر الإحراج بالقوة والاعتماد على عدم الرغبة لدى الشخصية المستهدفة في تكوين عداوات مسبقة قبل التأكد من حقيقة الشخصية المتحرشة. - أو عن طريق أسلوب آخر مثل الترغيب: مثل تقديم كتب أو روايات تعرض قضية الشذوذ بطريقة اعتيادية وغير مقززة أو التركيز بالحديث على انتقاد الرجل وفكره وعملية الارتباط الزوجي بشكل هستيري وجنوني تطول جميع المتزوجات وعبر محاولات هسترية ومكشوفة بإرجاع سبب الإخفاق أو الأمراض أو حتى الموت نتيجة الارتباطات الزوجية!!. - أو عن طريق الترهيب: عبر استعراض القصص والتجارب الإجرامية التي يمكن تنفيذها من قبل الشخصية المتحرشة أو من قبل أقربائها مثل الخطف والضرب والإضرار بالسمعة والسيرة وادعاء وجود صلة قرابة أو معرفة قوية بينها وبين الشخصيات النافذة بالمجتمع وغيرها من القصص المسرحية التي تهدف إلى استخدام عامل الصدمة والتخويف اعتقاداً بأنها بذلك سوف ترهب وتسيطر على ردود فعل الشخصية المستهدفة لاحقاً!!. وعليه لا بد ومنذ البداية فوراً التدقيق وتفحص سبب طرح مثل تلك الأحاديث والتوقف بالسؤال الحازم عن سبب فتح أو زج مثل هذه النوعية من الأحاديث قبل أن يتطور الموقف، والسؤال بصراحة: ما هو هدفك من طرح هذه المواضيع والأفكار؟ خاصة أنه من الملاحظ أن غالبية أفراد المجتمع قد لا تستوعب فوراً مثل تلك النوايا الشيطانية والنزعات المقززة لدى الشخصية المتحرشة منذ البداية نظراً إلى انعدام قراءة الدراسات والأبحاث والقضايا الإجرامية وضعف التوعية الإعلامية، هذا بالإضافة إلى عادة تقديم حسن النية والظن الحسن والاعتياد على إعطاء تبريرات لأي تصرف خارج عن المألوف وعدم الرغبة في فرض سوء الظن والنية التي عادة ما تستخدم بصورة ساذجة تحد من استيعاب الموقف بشكل مبكر منذ بدايته وتمنع تطور مجرياته.. ومما يزيد المشكلة تعقيداً إمكانية حدوث صدمة عصبية قوية للغاية إذا ما تم تنبيه أو تحذير الشخصية المستهدفة من خلفيات مثل تلك المواقف والتصرفات الصادرة من الشخصية المتحرشة التي عادة ما تكون محترفة ومتمرسة بدرجة عالية وتستخدم عند انكشاف أمرها أساليب يطلق عليها باللهجة المحكية (بالتبلي والتجرهم) مع ادعائها إمكانية فضح أسرار ملفقة أو وضع شبهات على الشخصية المستهدفة وذلك بهدف إرغامها على طي الموضوع وعدم التحدث به عند الآخرين وإدخالها في دوامة ومتاهات أخرى تثير الخوف وتدفعهم إلى الفزع من الحديث عنها وعن تصرفاتها خشية أن تقوم بعملية انتقامية أو تدميرية ضدهم عند فشل عملية التحرش وافتضاح الأمر مبكراً أو عند كون الشخصية المستهدفة لا تملك أسلوباً حديثاً يتناغم مع ذلك المستوى الرقيع في نقاش الموضوع بجانب أثر عامل الصدمة والفزع. وغالباً ما يأخذ الموضوع فترة قد تصل إلى سنة كاملة لنسيان حقيقة الشخصية المتحرشة. أما إذا ما نجحت - لا قدر الله - تلك الشخصيات المتحرشة في الإيقاع فتؤكد الدراسات العلمية أن الأثر الذي سوف تتركه سوف يطول الضحية إلى أبد العمر ولن تستطيع نسيانه بسهولة، والخطير في الأمر أن الشخصية المتحرشة عادة ما تجيد أسلوب شعوذة الموقف بالكامل وإثارة الشكوك والشبهات ضد الضحية أو حتى الفريسة المطاردة ومحاولة إقناعها أو ترهيبها بإمكانية (التجرهم والتبلي) حتى تضطرب وتتدمر نفسيتها، وفي الغالب ما تلجأ الشخصية المتحرشة لذلك خوفاً من افتضاح أمرها والحديث عن نواياها وخططها عند الآخرين. من جهة أخرى وثيقة الصلة بموضوع الشخصية المتحرشة أنه غالباً ما تكون الشخصية مدمرة نفسياً ومسحوقة اجتماعياً وتتصف بالبوهيمية الشديدة حتى وإن حاولت الاجتهاد بالظهور بعكس ذلك، وعادة ما تحاول تدمير وسحق الشخصيات الأخرى معها تماشياً مع مقولة إن الساقط يسقط الآخرين أما الناجح فينجح الجميع معه، وبالتالي فلا بد من وضع حدود فاصلة والإبقاء على المساحات منذ البداية بهدف الحيلولة دون تطور الموقف منذ الملاحظة بأن الشخصية المتحرشة تحاول التقرب والتودد السريع وانتزاع المجاملة بالقوة والإكراه دون حتى أخذ مسألة فارق العمر أو حتى احترام الخصوصية والفواصل الزمنية بعين الاعتبار؛ وذلك بهدف محاولة إعطاء مصداقية مسبقة لما سوف تثيره لاحقاً بعد افتضاح أمرها أو عند الرفض؛ إذ إن مصداقية الشبهات والشكوك التي سوف تثيرها سوف ترتفع درجة مصداقيتها عند الآخرين إذا كانت صادرة من شخصية كانت تبدو صديقة وقريبة (لا) عدوة وحاقدة. وعليه تحاول تلك الشخصية المتحرشة بصورة مستمرة انتزاع المجاملة بهدف مواصلة التودد بالظهور المصطنع قدر الإمكان، وغالباً ما تستخدم أسلوب المدح الزائف لنفسها وإعطاء انطباع أن الجميع يثق بها ويمدحها ويقدرها وذلك بهدف فرض قبول اجتماعي لها بالقوة أو انتزاع مجاملة إجبارية وإنجاح مخطط التقرب والتودد والمبالغة عبر إعطاء الأمان مثل وصف نفسها بنفسها بالشخصية الإنسانية مثل الشهيرة ماما تريزا وغيرها، وقد يصل الأمر أحياناً إلى محاولة الإحراج وطلب القيام بزيارة إلى منازل الشخصية المستهدفة أو محاولة فرض أو رمي النفس عليهم لانتزاع مجاملة أو ملاطفة لتظهر بمظهر الثقة والصداقة بصورة أكبر وأوسع أمام الآخرين، مثل أن تقدم نفسها بشكل خارج عن المألوف عبر كيل مدح ذاتها والثناء عليها بنفسها لنفسها من حين لآخر وهنا ينصح على الفور بإيقاظها أو إيقافها عند حدها منذ البداية بطريقة دبلوماسية عبر القول بحدة وجدية: إن تلك الصفات الحسنة التي تكيلها لنفسك من الواجب أن تسمع أو تنقل عنك من الغير لا أن تسمع منك شخصياً؛ إذ من غير المعقول أن يقوم الشخص بمدح نفسه بنفسه عوضاً عن ترك المجال للآخرين بأن يحكموا على مصداقيته بذلك ومن ثم يمدحونه، هذا إن كان من مستحقي الثناء والإطراء فعلاً. وغالباً ما تكون الأماكن العامة بالنسبة للرجال بيئة تحرش مفتوحة مثل النوادي الرياضية، والمسابح العامة المخصصة للنساء وصالات الأفراح والأعراس لأن هذه الأماكن - وحسب اعتقاد تلك الفئة - أماكن معزولة ومفصولة فتعطي تصوراً أو اعتقاداً زائفاً بعدم وجود أفراد من الأجهزة الأمنية أو غيرها يراقبون أو يتدخلون على الفور مثلما يحدث في الأماكن المفتوحة التي يشاهد فيها أفراد الأجهزة الأمنية، من جهة أخرى تضمن الشخصية المتحرشة نوعاً ما أن مسلك الشخصية المستهدفة سوف يكون محاولة احتواء الموقف خاصة في الأماكن العامة والمغلقة والتزام الصمت المطبق وتفادي المواجهة قدر الإمكان مع أنه من اللازم التعامل عبر استخدام أسلوب النهي الحازم فوراً وطرح سؤال صريح: عن سبب هذا التودد المبالغ فيه رغم فارق العمر وانعدام الأحاديث المشتركة والاعتماد على عنصر نزع المجاملة وخلق الأحاديث المشتركة، بل محاولة عمل موجة استنكار جماعية من قبل نفس الفئة العمرية تجاه سلوك تلك الشخصية المتحرشة، وإفهامها منذ البداية وبحزم قاطع أنه من غير المتبع أو المقبول اجتماعياً على سبيل المثال: - استنكار إرسال رسائل أو صور غرامية أو حميمية على الجوال، وكثرة الاتصالات اليومية ومواصلة الاعتماد على عنصر المجاملة وانتزاع الحديث بصورة لا تراعي الخصوصية والفواصل الزمنية!!. - استنكار التقبيل والمعانقة والملاطفة والملامسة بحرارة بصورة خارجة عن المألوف يومياً خاصة أنه لا يوجد من هو قادم من سفر أو خارجاً من مرض يتطلب مثل تلك الحفاوة والحماس الزائد عن الحد والمثير للشبهات!!. - عدم تمرير أي حركة ملامسة دون تحديق النظر بشدة والتوضيح أن الأسلوب الراقي والمتبع أن يتحدث الإنسان عبر تحريك لسانه دون وضع اليد على كتف أو خصر المتحدث إليها أو إليه على الإطلاق!!. - عدم السماح إطلاقاً أو قبول مسألة الملامسة بوضع اليد وإظهار استهجان مثل تلك الحركات بطريقة دبلوماسية حتى وإن كان الحديث في ظاهره يتناول أناقة وجمال الملبس والمظهر أو النجاح في تخفيف وزن وتهذيب القوام!!. وهنا ينصح باتباع الآتي: - محاولة ضبط الأعصاب قدر الإمكان وتهدئة النفس عبر قراءة القرآن الكريم واليقين التام بأن هناك حكمة إلهية من المرور بذلك الموقف ومشاهدة تلك الشخصيات التي قد تساهم في عملية نضوج الفرد ومعرفته بوجود أشخاص لا بد من أخذ كامل الحيطة معهم والحذر منهم والتعامل معهم بشكل حازم منذ البداية منعاً لتطور الموقف حتى وإن لم تنجح عملية التحرش. - العمل فوراً على الانسحاب من المكان دون تردد أو عودة وإظهار الانشغال المستقبلي الشديد بعمل معين أو موضوع دراسة أو زواج مرتقب أو سفر لمدينة أخرى لزيارة الأهل وينصح بتغيير أرقام الهواتف فوراً. - من الضرورة والأهمية إطلاع عائلة وأسرة الشخصية المستهدفة وكافة أفرادها على كل التفاصيل والملابسات؛ إذ إن الشخصية المتحرشة إن كانت من النوعية التي تحمل روحا ونفسية انتقامية وتدميرية سوف تحاول الوصول إليهم وإلحاق الضرر بهم وبسمعة الأسرة من نافذة الانتقام والردع المبكر. - عدم محاولة نقد تصرفات الفئات الشاذة أمامها أو أمام أهلها قبل أو بعد إتمام عملية الانسحاب؛ لأن ذلك لن يفهم أنه محاولة علاج وإفهام بقدر ما سوف يتصور أنه محاولة فضح وتشهير؛ لذا لا بد من الابتعاد عن تلك البيئة والأجواء. ونذكر بأهمية عدم التوتر أو الدخول في طور صدمة نفسية من حقيقة ونوايا مثل تلك الشخصيات المتحرشة التي ينصح علماء النفس فوراً بمحاولة رسمها على ورقة ومن ثم القيام بمسحها من الورقة أو تمزيقها لقطع صغيرة، أو رسمها وعمل ثقوباً على صورتها للتنفيس عن مشاعر الفزع تجاه مثل تلك الشخصيات المقززة التي عادة ما تأخذ سنة لنسيانها بالكامل وأكثر من ذلك بكثير عند نجاح مخطط التحرش لا قدر الله، علما بأن مثل تلك الشخصيات المتحرشة في الغالب ما تكون مكشوفة ومحروقة لدى غالبية أفراد المجتمع خاصة كلما تقدمت بالعمر، ومن المؤكد أنه سبق أن لوحظ عليها مثل تلك التصرفات والكثير من الملاحظات والمستمسكات، لكن غالباً ما يكون مسلك الغالبية تفضيل عدم خلق عداوات أو مواجهات معها على الإطلاق ولا يعني ذلك بالضرورة عدم إدراكهم حقيقتها التي من الواجب أن تتضافر بالمجتمع جهود التوعية الإعلامية والعلاجية - والأخيرة تكون على أيدي متخصصين - للحد منها خاصة أن ظاهرة التحرش تعد مقدمة الوصول لممارسات أخرى شاذة تقود إلى الأمراض المعدية مثل مرض نقص المناعة الإيدز وغيره من الأمراض التي تفتك بالبشرية وتدمر الإنسانية حتى توصل مرتكبيها إلى البوهيمية المطلقة.
nada@journalist.com |
|
|
| |
|