| |
كن فاعلاًَ خالد عبدالعزيز الحمادا
|
|
الفاعل عند النحويين وهو ما قام بالفعل (أو بتعبير آخره من حدث منه الفعل) والمفعول به في تعريفاتهم.. هو من حدث عليه الفعل أو من وقع عليه فعل الفعل، طبعاً لم أنقل هذا الكلام من كتبهم حرفياً وإنما بمعنى قولهم.. أما (منفعلاً) فهي عندي من تأثر بتأثير الفعل أو بتعبير آخر هو (ردة فعل من قام عليه فعل الفعل.. أتمنى أن تتحملني شوي وأن لا يحدث كلامي هذا عندك ردة فعل فتنسحب تحت مسمى هذا المصطلح (منفعلاً: اصبر عليّ (شوي) أنا أريد منك أن تكون فاعلاً يفعل شيئاً يحدث فعلاً يحرك يشارك يكون له أثر بمحيطه ومجتمعه ومن حوله يبادر بالفعل ولا ينتظر يكون فاعلاً مرفوعاً ذا قيمة ومكانة رفيعة في أمته ومجتمعه، يساهم يبدأ بنفسه التغيير لا يتأتى له ولمجتمعه إلا عندما يحدث الفعل ويغير ما بنفسه (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .. أنت جزء منَّا وقطعة من كياننا وأنفسنا أنت لبنة مرصوفة على جدار بنايتنا.. فأنت شئت أو أبيت موجود بيننا فإما أن تشد من عضدنا وتكون تلك اللبنة الصامدة التي تزيدنا شموخاً وتجعل بناءنا أكثر تماسكاً وإما أن تضعف و(تتطفَّل) اهتماماتك وتصغر أهدافك فلا تعنيك أسرتك ولا تهتم بأمر جماعتك وأمتك بل حتى نفسك تهملها وتنساق خلف شهواتها وإسفافها ونزولها وتكتفي فقط بجسمك وشكلك فتتلخص أهدافك بالهندام والخياط الجيد والشماغ ذي البصمة الراقية والقصة المائلة أو المتجعدة والسيارة الفارهة فيذهب شبابك ويفنى عمرك وتستنزف طاقتك وحيويتك وأنت مكان راوحي بين هذه الشكليات والأمور التافهة فنهارك تقضيه في شؤون سيارتك بتغسيلها أو تلميعها و تسطيعها.. إلخ. أو في صالونات الحلاقة تسأل عن آخر القصات ونهاية الصيحات، أما ليلك فإما بالاستراحات تستلقي على ظهرك وتتنقل عبر (الدجتل) من قناة لأخرى ومعظم هذه القنوات تبث السموم والفساد إلا ما قل وإن لم تقض سهرتك في الاستراحة فهناك المقاهي وهناك تجمهرات التفحيط والتطعيس، وعندما تكون هذه حالك وهذا قدرك الذي أنت سببه فأنت لا تُضِعف وتُشقي نفسك فقط وإنما تضعفنا وتشقينا معك وتكون لبنة مهترئة لا تساعد في تماسك جدار بنايتنا وإنما تصيبه (بالتشقق) والتصدع أي تكون مفعولاً به (مفتوحاً) لكل فعل فليس من شؤونك فعل الفعل وصناعة الحدث وإنما السكون وعدم الحراك والعبث بتوافه الأمور أي تكون (منفعلاً) تقع عليك الظروف والأحداث فتتأثر بها سلباً لا إيجاباً فتكون داخل دائرة الهموم منغمساً بها ومنشغلاً بضغطها السلبي عليك.. نحن نريد منك أن تكون عنصراً إيجابياً (فاعلاً) نفتخر ونعتز بك لا نشقى بك ونترحم على وضعك البائس.. أن تحدث أثراً وأن تصدر صوتاً نافعاً تسعد به أمتك ومجتمعك نريد منك أن تستثمر طاقتك وحيويتك في صالح أمتك في دفعها والرقي بها إلى منافسة ومسايرة الأمم الناجحة.. أن تتحرك داخل دائرة التأثير وينتشر فلك ويعم خيرك وسائر مجتمعك فتتلخص وتتقلص دائرة السلب والهموم فتصغر وتضيق حتى لا تكاد ترى فتختفي من حياتك ونسعد بإيجابيتك والأثر الخيَّر الطيب الذي يحدثه فعلك وينشئه هدفك السامي القيِّم إذاً كن فاعلاً.. لا مفعولاً.. ولا منفعلاً.. سطور أخيرة: وأنت تمارس حياتك تكون في إحدى دائرتين إما داخل دائرة الهموم فتشقي نفسك وتشقينا معك وإما داخل دائرة التأثير فتسعدنا وتجلب لنا الخير ونفسك معاً.
alhamada@hotmail.com |
|
|
| |
|