| |
الحج.. تحدٍّ!! سهم الدعجاني
|
|
إن التحدي الحقيقي أمام المسلمين في بقاع العالم - في نظري - هو تحويل (القيمة) على كافة مستوياتها إلى (واقع) معاش في حياتهم وفي مجتمعاتهم، هذا ما خطر لي وأنا أتابع بكل فرح أفواج الحجيج يتوافدون على (مكة المكرمة) من كل أقطار العالم بلباس واحد وتحت شعار واحد، وهنا يولد سؤال الموسم الذي يتكرر بقدر سماعي للنداء الخالد: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك). السؤال: كم مساحة (القيمة) في واقع المجتمعات المسلمة المعاصرة، وخصوصاً أن لنا تاريخاً وقبله (ديناً خاتماً) جاء إلى البشرية بقيم إسلامية سماوية تضمن لنا وللبشرية الحياة الكريمة المحفوظة بقيم العدل والمساواة والرحمة والتسامح مع الآخر؟ وبالتأمل في واقعنا نجد أن كل (مشكلة) مهما صغرت هي صدى حقيقي لخلل في (قيمة) من (القيم) التي غفل عنها (المسلمون). إن المتأمل لرحلة الحج يجد أنها مسيرة طويلة تهدف إلى ربط المسلم بربه وتجديد علاقته بدينه وشريعته، بل إن شعائر الحج المختلفة من إحرام وتلبية ووقوف بعرفة ورمي للجمرات وذبح للهدي هي محاولة لإعادة الحياة لتلك القيم المنسية في حياة المسلمين القاصدين البيت العتيق ليجدِّدوا العهد بربهم ومصدر عزتهم. إن أيام الحج ولياليه فرصة للعودة إلى مهبط الوحي ونبع الرسالة الخاتمة مكة المكرمة، ليرجع الحاج منها مشبعاً بمعاني الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين. أخيراً.. متى يعي الحاج المسلم المعنى الحقيقي لمشاعر الحج؟ ومتى تصل أفواج الحجيج إلى روح الاجتماع على كلمة سواء من المحبة والتسامح والتراحم؛ لتعم الألفة والمودة جموع الملبين والطائفين والواقفين بعرفات الرحمة، وليعودوا إلى بلدانهم سفراء لينقلوا إليها رسالة الخير والرفق والتسامح والتصافح مع الناس كل الناس؟!
Sahem20@hotmail.com |
|
|
| |
|