| |
الحجّ تأديب وتهذيب علي الخزيم
|
|
الحجّ موسم عظيم جليل، يتزود فيه الحاج وغير الحاج دروساً وعبراً قد لا تجتمع جملة في موقف مثل هذا الموقف المهيب الذي يجمع الله فيه فئات من عباده، توافدوا من أصقاع الدنيا ومن جميع جهاتها الأصلية والفرعية، قاصدين البيت الحرام والمشاعر المقدسة ملبين دعوة الداعي، راجين رحمته، آملين بتوفيقه لإكمال نسكهم والعودة غانمين سالمين مستزيدين بنور الإيمان وتعاليم وآداب الإسلام.. فمما يدرك بالعقل وتؤيده أقوال علماء الأمة وفقهاؤها، أن الحجّ وشعائره مدرسة جامعة للعلم والفقه بالشرع والنهل من معين آداب وأخلاق الإسلام، وتهذيب الإيمان للنفوس. ففي كل شعيرة وكل مشعر وكل موقف وكل وقفة أمام الله سبحانه تجد أن الحاج والمعتمر يمر بمراحل إيمانية عظيمة، ويتعلم دروساً جديدة ويتخلق بأخلاق سامية، ويتأدب بآداب فاضلة يستمدها من أدائه للأركان والسنن والنوافل، ويقتبسها من مضامين الحجّ بصفة خاصة ومن تفاصيل حياة الحاج اليومية بصفة عامة، خاصة أن الحاج لا يكون وحده بل بين الألوف من إخوانه من بني آدم على اختلاف ألوانهم وثقافاتهم وعاداتهم. في الحجّ دروس في الصبر وقوة التحمل، وتعويد على النظام والانضباط والإيثار وعدم حب الذات والأنانية بل نبذ هذه الخصلة غير اللائقة بالمسلم، وتستبين خاصة أثناء الزحام حول المشاعر المقدسة، وفي الحجّ ترتيب للأولويات والمهام يتعلمها المسلم الحاج فينظم بها بقية أمور حياته، في الحجّ ألفة وتعاون وإخاء، وصفاء ونقاء وطهارة. في الحجّ أمور ومسائل وحكم وتعاليم عظيمة راقية، أتمنى أن نعيها جميعاً ونطبقها.
|
|
|
| |
|