Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/12/2006G Issue 12509مقـالاتالخميس 08 ذو الحجة 1427 هـ  28 ديسمبر2006 م   العدد  12509
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بيان قال به الوليد
د. عبدالمحسن بن عبدالله التويجري

بيان قال به ساعة ولادته: قال الوليد: عجيب وغريب هو الزمان! فزمان الشهور التسعة في رحم والدتي لا أعرف عنه إلا مدته، ومصدر تغذيتي ومراحل نموي، وهذا بعض من قصة المجهول وتفاصيلها أكثر.
اليوم وأنا بينكم أعيش الزمان من خلال زمانكم، فذاكرة الزمان مستودعة في مكان من وجودي، لا أشير إلى مكان محدد، حيث أجهل ذلك، وبهذا قضت حكمة ربي فأتحدث معكم بفوضى وثرثرة. أتقبلون؟ فقال مَنْ حوله: نقبل بمزيد من الفضول.
قال الوليد: ماذا عساكم ستعرفون به وليدكم؟ أي اسم ستسمونني به؟ أريد أن أعرف مع تأكيد قبولي به؛ فلست مخيراً، ولا لي رأي أفرضه؛ بل ستسمونني بما تشاؤون.
تحدث رجل مسن قائلاً: لقد أسميتك بالنبيل، فاسمك (نبيل)، فرد الوليد عسى أن أكون كذلك، واختيارك هذا أمل وتمن، فعسى أن أكون حرياً به.
استرسل نبيل في الحديث وقال: أيها الوالد، أنا ابنك البكر من والدتي الحديث زواجك منها؛ فأنت في عمر يناهز السبعين، وهي في العشرين أو أكثر بقليل، وعمري أنا ساعات، فهل لديك ما تراه حلا لهذه المعادلة المعرضة لأقدار الخالق ومشيئته؟ وإن كنت أستحسن أن يطرح السؤال بحضور جدي من والدتي. فقال الأب: الأعمار والأرزاق بيد الله عز وجل.
رد نبيل قائلاً: يا والدي لا أسمع جديدا في جوابك؛ فالسؤال موجه لعقلك وحكمتك، وليس لإيمانك، فرد الأب: أنت وأنا ووالدتك وإخوتك من والدك واقع لا يحتاج إلى هذا السؤال.
أجاب نبيل: هل أخبرك بحقيقة تكره سماعها إن والدتي تورعت وهي تخاف الله؛ فلا هي التي تمردت على إرادة والدها، ولا هي راضية على واقعها، إنها تعاني وتخاف القادم من الأيام، إنها ترقب الترمل وأعباء تربيتي إن طال بها العمر، وعاشت الحياة بعد رحيلك، ومن المؤكد أن الأعمار بيد الله.
ومن ناحية أخرى: لست متأكداً أن بنيتي الجسمية، وقدرات عقلي ونفسي على ما يرام، فالإنجاب لرجل في عمرك - وفي بعض الأحيان - إنجاب معرض إلى قصور، وبعض من عيوب خلقية، وهذا سنعرفه مع مراحل نموي مستقبلاً، وقد تشقى به، وتشقى كذلك والدتي التي لا ذنب لها.
كما أنك يا والدي الكريم أجبت عن سؤالي بعيداً عن مصدر الجواب؛ وأعني عقلك، واخترت السبب الإيماني لجوابك، ولا شك في أولوية ذلك، ولكنه بعيد عن السؤال، بل هروب منه.
إن حياتك الإيمانية بفهم ووعي أقوى وأبقى وأنفع، فالحياة أراد الله لها ما هو أساس في بنيتها متمثلاً ذلك في جملة من السنن والقوانين بما في ذلك القضاء والقدر، حيث نؤمن بذلك وإن جهلنا التفاصيل، إنها نواميس لا يستطيع مخلوق أن يهرب منها، ولا أن يبدلها، أويعدل من أمرها شيئا، فبقوتها هو مسير ليختار، ولكل مخلوق وسائل في فهم تلك السنن والنواميس، ومتى اختار فهو مسير بها وبفاعليتها، فزواجك من والدتي وفارق السن بهذا الفرق أنت من قرره، وأنت العاجز أن تؤثر في نتائج ما قررته.
يا سيدي إنك أو أحداً ممن حولك فيما لو وجه فوهة (المسدس) إلى رأسه وأطلق الرصاصة فالموت مصيره، حيث (المسدس) والرصاصة هي قانون للقتل بأمر الله لا تقوى على تحملها جمجمة أحد من خلقه، وهذا ما يفسر ما بين السنن فيما أشير به، وبين الاختيار.
إن الإنسان مسير ليختار، والمثال فيما سبق، كما أن الحساب عند الخالق عز وجل يوم نلقاه يعتمد على رحمته سبحانه، وهو محصلة لما عمل به الإنسان في حياته، والعدل الإلهي - وهو أمر مؤكد - مكان العقاب أو الجزاء عليه حصيلة لما اختار الإنسان بمحض إرادته، ولكن وفق سنن الله ونواميسه التي تمثل القوة والدافع فيما نختار.
ألا تذكر يا سيدي ما قال به الحق عز وجل: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }(256) سورة البقرة وقوله: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا }(7) سورة الإسراء. وقوله: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ }(79) سورة النساء.
وأيضاً ما جاء به - سبحانه - في سورة (الكافرون) وفي هذا ما عنيته بالاختيار، ومتى اقتنعت بهذا سيدي يتبين أنني لم أخطئ فيما قلت به عن زواجك من والدتي، ولا في الإشارة آلامنا، وكان حرياً بجدي من والدتي أن يضع الشيء في مكانه، ففتاة في عمر والدتي تستحق زوجاً في حدود تناسب رحلة الحياة وحيوية العلاقة.
يا سيدي: إن عشت وطال عمري فستجدني حريصاً على البر بك، وكل ما أتمنى أن ينجيني خالقي من صمت يدوم أمده، أو خلل تتعطل به فاعليتي، أما رزقي بوجودك الكريم أو بدونه فأمره بيد الله، وهو حسبي ونعم الوكيل.
وأمر آخر يا سيدي: إن إخوتي من أم واحدة، وأنا من أم أخرى، وقد لا تستقيم عاطفة الأخوة كما تود وتتمنى، أو ما نتمنى كذلك، وإن حدث فهو سبب من الأسباب التي قررت بها حينما قررت بها حينما قررت الزواج بأكثر من امرأة.
قال الأب: من أنت؟ لقد كان المصطفى- صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء، وعيسى- عليه السلام- سخر له الله معجزة التحدث مع قومه وهو في المهد، فمن أنت برب السماء؟ فقال نبيل: أنا ضميرك وحكمتك، وما قلته مصدره مكوناتك النفسية من ضمير ونفس مطمئنة، ونفس أمارة بالسوء، فأنت مع الهوى وبه تسير، فحدثك ضميرك فعسى أن تطمئن نفسك، ويطغى أثرها على مسيرك.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved