ملفات على مكتب سمو الرئيس
شهاب بن عبد الرزاق المشعل السويلم

لن تخلو حقيبة أيّ من المسؤولين الذين أُولوا الثقة من القيادة الحكيمة من جدول أعمال للمهام والأولويات أو ما يسمى أجندة، وبالتالي فإن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي لن يكون استثناءً لعدة اعتبارات؛ أهمها كونه رجلاً عملياً لا يتحرك إلا ببرنامج وخطة واضحة المعالم. ولذا، فإن من المناسب أن يطرح المهتم بالشأن الإسعافي تحت أنظار سمو الرئيس بعض ما يراه مستحقاً للالتفاتة، ليس لأن رئيس الجمعية يجب أن يكون ملماً بكافة تفاصيل أعمال إدارته، ولا لأن الرئيس يجب أن يكون تنفيذياً من الطراز المتقدم، ولكن لتحفيز همم كل من يعمل تحت إشراف سموه ممن وُضعوا لخدمة هذا المجتمع ومكوناته نحو تنفيذ مهامهم ومسؤولياتهم على الشكل المرضيّ وبما يحقق الهدف من وجودهم على رأس العمل. ولتوقُّعي لما هو عليه سمو الأمير فيصل من حرص على العمل المؤسسي المنظم، ولتصوري لطبيعة تفكيره الإيجابي والتزامه حيال الأعمال والمسؤوليات التي أوكلت إليه؛ فإن الرسالة التي أسوقها لسموه تتمثل في نقاط ملخَّصة لا أرغب الإسهاب في كل منها؛ فمنطلقي في ذلك التذكير فقط كمواطن مهتم:
* المراجعة الهيكلية للجمعية والوحدات الإدارية التابعة والتوزيع الأمثل لمسؤولياتها، وخصوصاً في ظل ما نلحظه من دور متنامٍ للجمعية في كافة الأصعدة الإسعافية والإغاثية والعمل التطوعي بأنواعه والمراحل التطويرية التي شهدتها خلال ما يقارب الخمسة والسبعين عاماً.
* الاطلاع من خلال الآلية المناسبة على أوضاع العاملين في مقر رئاسة الجمعية والفروع والمراكز التابعة لها حتى في أبعد وأكثر المناطق وعورة، وآليات الرفع من مستويات الأداء لديهم لترقى بالتالي كافة خدمات الجمعية لجمهورها ومجتمعها.
* معالجة النظرة العامة والمجتمعية للتعامل مع العمل الإسعافي والإغاثي والتطوعي المتمثل في كافة مسؤوليات الجمعية من خلال التنظيم الإعلامي المناسب.
* تطوير أوضاع المراكز والفروع التابعة من النواحي الإدارية والمالية والفنية والبشرية بالأسلوب المواكب للتطورات المحيطة.
* معالجة معوقات أتمتة الأعمال (الحكومة الإلكترونية) الحتمية ومواكبة التطور الآلي.
* تطوير مكونات بوابة الجمعية الإلكترونية، وتفعيل آليات التعامل مع موقعها التفاعلي على الإنترنت، وإضافة الخدمات التفاعلية المناسبة لأعمال الجمعية.
* ضبط الموارد وتنميتها بما يحقِّق توجيهها نحو الهدف الذي خُصِّصت من أجله لخدمة كافة فئات المجتمع ضمن أنشطة مختلف الوحدات المعنية بالجمعية.
* إيجاد الآلية المناسبة لتفعيل توصيات اللجان والهيئات الاستشارية لمختلف قطاعات الجمعية، ومنها لجان أصدقاء الهلال الأحمر.
* العمل على تغيير الصورة الذهنية عن القطاع الخاص لدى القائمين على الجمعية، وضرورة العمل على تأصيل معنى العمل الوطني المشترك والشراكة الدائمة بين القطاع الحكومي والخاص، واستثمار هذه العلاقة بما يحقق أهداف الجمعية.
* رعاية العمل التطوعي الإسعافي والإغاثي بمختلف أهدافه ومفاهيمه وتوجُّهاته، وتكثيف الجهود التوعوية نحو تأصيله كجزء مهم من ممارسات أفراد المجتمع، والبدء في ذلك من خلال مختلف الأنشطة اللاصفية في المدارس وكذا في الكليات والجامعات.
* مراجعة الأنظمة واللوائح التي تحكم عمل قطاعات الجمعية، وتعديلها بما يتواكب مع التطورات المحيطة واختلاف ظروف ومتطلبات تنفيذها على الفئات المستفيدة.
* التأكيد على الأهمية الكبرى التي يمثِّلها مشروع الإسعاف الطائر للجمعية وأعمالها، والعمل على تحقيقه بكل الوسائل الممكنة، وخصوصاً أن مملكتنا الحبيبة شاسعة الأطراف وتزداد درجات الازدحام المروري في مدنها بشكل غير مسبوق.
* دراسة كافة الجوانب المتعلقة بتشكيل بعض أنشطة الجمعية بأسلوب التعاقد أو التشغيل التعاقدي، وقد يشمل ذلك التأجير طويل الأمد للسيارات والتجهيزات الأخرى، وتطوير أجهزة وآليات الاتصال، وتطوير تجهيزات غرف العمليات المركزية، والتدريب المتطور لكافة الأفراد خارج المملكة على مختلف عمليات الإسعاف والإغاثة بهدف رفع وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم للتعامل مع كافة التطورات المتعلقة بطبيعة هذا العمل، وإجراء الموازنة الملائمة للوصول إلى الوضع الأفضل لصالح الجمعية بإذن الله.
* أقترح على سموه تبنِّي مشروع وطني شامل للتدريب على العمليات الإسعافية والإغاثية ينطلق من نتائج المشروع الوطني للتثقيف والتوعية الإسعافية الذي باشرته الجمعية منذ منتصف هذا العام الهجري؛ لضمان توفير الحد الأدنى من المعرفة في التعامل مع معطيات العمل الإسعافي والإغاثي لكافة أفراد المجتمع، وتأكيد دور الجمعية في تنفيذ هذا المشروع بالتضامن والتكافل مع كافة الجهات العامة والخاصة ذات الصلة، واستثمار قدرات البعض من الأفراد بالتعاون مع الجمعية من خلال برنامج (مسعف متعاون) وبالضوابط المناسبة.
في المرحلة القادمة من عمر الجمعية أتوقع أن يكون لسمو الرئيس بصماته الواضحة التي تدعمها عناصر أهمها الثقة الغالية من القيادة الرشيدة، ثم الحماس المعهود في شخص سموه، وكذا تطلُّعات كافة أفراد المجتمع من المستفيدين من خدمات الهلال الأحمر السعودي.