| |
الأمل بالله ثم بكم نادر بن سالم الكلباني
|
|
على الرغم مما يقوله الذين يحسبون أنهم بلغوا من العلم والثقافة ما بلغوا ورغم ما يكرره من ضل وطبع الله على قلبه فعاب أن يُهدى الطريق المستقيم، يبقى أملنا الأول في الله سبحانه وتعالى وفيما أنزله من هداية في كتابه الكريم وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ثم هؤلاء الرجال الذين منّ الله عليهم بالعلوم الشرعية ليبينوا لنا ما غفلنا عنه ويفقهونا وليكونوا العون بعد الله لنا في الأخذ بنواصينا إلى ما يقربنا إلى الله ويحقق لنا سعادة الدنيا والآخرة. أقول لمن أمسكوا القرآن بقلوبهم، وحرصوا أن يحفظوا أماكنهم في مساجدهم، وباتت قلوبهم بين الرجاء في رحمة الله ومخافته، فقالت ألسنتهم عن نبيهم وعما شرعه دينهم ما يجب إظهاره وإرشاد الناس إليه، أن ما تفعلونه هو الأساس الذي يحفظ لهذا العالم توازنه، وأن الكثير ممن غم على روحه لا يرضيهم ما تنادون به من حق وأن الاستهزاء بكم وبما تحاولون نشره لن يتوقف إن لم يزدد، وهذه ليست بدعة فقد استهزئ بمن سبقكم وقيل فيهم ما قيل وطالما أن غايتكم رضا الله وأن القصد ينتهي إلى من أوجدنا ومن سيسأل كل ذي علم عما فعله بعلمه وكيف أرشد الناس أو أضلهم به فكل شيء في سبيل ذلك يهون. لكن ليسمح لي أخي الذي فضله الله عليَّ بعلمه، والذي يسعى على قدر ما يستطيع أن ينفع الناس بما علّمه الله، أن أقول له أيضاً إن هداية الناس بالترغيب وبالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة والسلوك الواضح الذي يحمل في طياته الحب، كل الحب، من منطلق أن الإيمان الحق يتطلب أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، أبلغ من أي فعل آخر، وأن الحرص على أن يتحقق الخير لكل الناس دون غلبة الاندفاع أو غلظة السلوك الذي قد يحدث في النفوس ما يدعو للكراهية والفرقة وتوسيع دائرة نزغ الشيطان، هو العنوان الذي يجب التمسك به عند محاولة إصلاح ما يتطلب الإصلاح، فما دخل اللين في أمر إلا زانه، وأنه في بداية الأمر ونهايته الذي يهدي الناس هو رب الناس سبحانه الذي نسأله أن يهدينا جميعاً لما فيه مرضاته.. والله المستعان.
nalkalbani@hotmail.com |
|
|
| |
|