| |
مقعد.. الأزمة في مجلس الأمن الدولي ندى الفايز
|
|
لا أحد يختلف في مشارق الأرض أو مغاربها حول ضرورة إصلاح وتوسعة مجلس الأمن الذي يعد الجهاز الوحيد التابع للأمم المتحدة الذي يتمتع بسلطة اتخاذ قرارات تكون الدول ملزمة بتنفيذها بموجب الميثاق، أما الأجهزة الأخرى فتقدم التوصيات إلى الحكومات. وتحتكر الدول العظمى الخمسة دائمة العضوية حق استخدام الفيتو وعرقلة أي قرار لا يتناسب مع توجهاتها في العالم، وعليه سعت العديد من الدول نحو التكتل والتقدم بمشروعات توسعة وإعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي الذي يحتاج إلى تغيير ميثاقه تمهيداً لإقرار مثل هذه المشروعات (هذا إن لم تُوقف بالفيتو). ولكي يتم إقرار أي مشروع إصلاحي يفترض أن يحظى بموافقة ثلثي الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ أي 128 صوتاً من أصل 191، في مجلس الأمن الذي يتألف من 15 عضواً. ويحدد ميثاق الأمم المتحدة 5 دول بوصفها أعضاء دائمين، وتنتخب الجمعية العامة 10 أعضاء آخرين لمدة سنتين. وتنتهي مدة العضو غير الدائم في مجلس الأمن بعد مرور سنتين، ومعروف أن الأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن يتم انتخابهم وفقاً للتوزيع الجغرافي المقرّر الذي يعطي مقعدين للدول الإفريقية والآسيوية، ومقعدين للدول الأوروبية الغربية والدول الأخرى، ومقعداً لدول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي خلال دورة هذا العام من الانتخابات 2006م. هذا، ومن بين الدول الأعضاء الخمس غير الدائمة التي ستنتهي فترة ولايتها في 31 ديسمبر 2007م الكونغو وغانا وبيرو وسلوفاكيا وقطر. ومعروف أن قطر، وما أدراك ما قطر التي حصلت على مقعد لا يمثِّل دولة قطر فحسب في الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي بل يمثل الدول العربية التي فاجأتها قطر قبل فترة ليست بالقصيرة بالتخلي عن دعم الشريف زيد بن رعد مندوب الأردن الدائم في الأمم المتحدة الذي اتفق العرب عليه مرشحاً عربياً لمنصب الأمين العام خلفاً للأمين العام الحالي كوفي عنان الذي اقتربت نهاية ولايته، ولم تكتفِ قطر وقتها بعدم دعم المرشح العربي على رغم اتفاق العرب عليه، بل قامت باتصالات جانبية وأخرى من تحت الطاولة لحساب المرشح المنافس (مرشح كوريا الجنوبية) دون أن يوضِّح المندوب القطري لأعضاء مجلس الأمن الدائمين وكذلك المؤقتين أن تأييده للمرشح الكوري الجنوبي لا يمثِّل في الحقيقة تكتُّل الدول العربية، وإنما يمثِّل دولة قطر فقط، الأمر الذي نتج عنه وقتها اعتقاد أعضاء مجلس الأمن أن الموقف العربي قد تغيَّر عن ترشيح الشريف زيد بن رعد وتم الاتفاق على ترشيح المرشح الكوري عوضاً عنه!! كما أن قطر التي ترأست هذا الشهر (ديسمبر) جلسة مجلس الأمن، حيث كانت هذه المرة الرئاسة للعرب وموضوع الجلسة الصراع العربي الإسرائيلي قامت باجراء تغيير جذري وهيكلي على نص البيان العربي بالكامل الذي كان من المفترض إلقاؤه بمجلس الأمن الأسبوع المنصرف، والخطير في الأمر تم حذف كلمة إسرائيل واستبدالها بالهدنة!! تلك القضية وغيرها جعلتني وغيري من سكان العالم العربي نقوم بفرك عيوننا الاثنتين عيناً عيناً مذهولين غير مصدقين وقتها ماذا تفعل دولة قطر أمام وخلف شاشة التلفاز العالمية وفوق وتحت الطاولة بمجلس الأمن الدولي بخروجها الجريء عن الإجماع العربي، حتى وإن كانت جدلية وفرضية أن منصب الأمين العام للأمم المتحدة يُسمَّى من قِبل الدول الكبرى من فئة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية الذين يتمتعون بحق النقض؛ أي (الفيتو)، والمقصود بهم طبعاً: الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا التي حلّت محل الاتحاد السوفيتي. وعلى رغم حجة قطر أن التكتُّل العربي لن يقدم أو يؤخر في شيء، وبخاصة بعد أن حاولت قطر وقتها أن تبرّر بأنها أعطت وعداً سابقاً لكوريا بدعم مرشحها قبل ترشيح الأردن لمرشحها، الأمر الذي لا يعدّ عذراً، وبخاصة أنه ما كان من المفترض على قطر وقتها إعطاء وعود قبل الرجوع للدول العربية، كما أنه كان بإمكانها الاعتذار لكوريا رضوخاً للإرادة العربية التي يؤلمني حتى الآن ذلك الموقف كلما تذكرت تحرُّك قطر ضد العرب في مجلس الأمن وغيره. والأخطر من ذلك كله ما قامت به قطر خلال رئاسة مجلس الأمن في الأسبوع المنصرف من تغيير كامل وجذري بنص البيان العربي أمام مجلس الأمن الدولي واستبدال العديد من العبارات والجمل، ومن أخطرها استبدال كلمة إسرائيل بعبارة الهدنة مع إسرائيل!! ومن جهة وثيقة الصلة بالموضوع لا بدَّ من التذكير بتلك التحركات وغيرها من التحركات مع مشروع إقرار التوسع بمجلس الأمن، وذلك من خمسة عشر عضواً إلى خمسة وعشرين، بينهم ستة أعضاء جدد دائمو العضوية، الأمر الذي تسعى إليه منذ بعض الوقت عدة مجموعات متنافسة بمجلس الأمن، وأعني بها مجموعة (الدول الأربع)، والمقصود بها البرازيل والهند واليابان وألمانيا، والأخيرتان من فئة دول الهزيمة؛ أي المهزومة في الحرب العالمية الثانية، وعليه لم تحصل اليابان وألمانيا على حق الفيتو مثل مثيلاتهما من الدول العظمى وبقيت مع دول ليست عظمى مثل البرازيل والهند، وسموا أنفسهم دول المجموعة الأربع التي هدّدتها الصين التي تعتبر من الدول العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية فهدّدت وقتها باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد ذلك المشروع الذي قدّمته مجموعة الدول الأربع في 16 مايو 2005م، ومن ثم رفضته الولايات المتحدة بالكامل على رغم أن مشروع الدول الأربع يستثني الدول العربية والإسلامية من ذلك التوسع، ولا أدري لماذا هذا الاستثناء. لكن من جهة أخرى وبصفة عامة عندما قرأت تصريحات السيد وانغ غوانغيا الذي يعمل في منصب السفير الصيني لدى مجلس الأمن لم أصدق أن يصدر من الصين ذلك التصريح، وبخاصة أن التاريخ يتحدث عن الكيفية التي خاضت بها الصين حرباً ضد الدول الكبرى الراغبة في التفرُّد بالسلطة العالمية، وانتصرت لذلك الهدف النبيل في الحرب العالمية الثانية، وأصبحت بناء على ذلك اليوم عضواً في مجلس الأمن وتحمل حق الفيتو، ولا أدري كيف نسي السفير الصيني وانغ غوانغيا وقتها كل ذلك التاريخ، وبخاصة أفكار طيِّب الذكر في التاريخ الصيني الرئيس ماوتسي من دونج، ومع ذلك جاء اليوم الذي يصدر من الصيني وانغ غوانغيا مثل تلك التصريحات ومحاولة الانفراد بالسلطة العالمية بمجلس الأمن والتهديد بالفيتو بعد أن حارب أسلافه الصينيون تلك الأفكار الاحتكارية للسلطة العالمية، بل إن مجموعة الدول الأربع التي تريد محاربة احتكار الدول العظمى بدول مجلس الأمن قامت هي الأخرى عبر مشروعها الآنف الذِّكْر بمحاولة احتكار السلطة واستثناء العرب والمسلمين من مشروع التوسُّع في تداول السلطة الدولية بمجلس الأمن. من جهة وثيقة الصلة بالموضوع قدّمت المجموعة الإفريقية هي الأخرى مشروعاً توسعياً لمجلس الأمن؛ حيث ينصّ المشروع الإفريقي على رفع عدد أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى 26 مع ستة مقاعد دائمة العضوية يتمتع كل منها بحق الفيتو اثنان منها لإفريقيا، وخمسة مقاعد غير دائمة اثنان منها أيضاً لإفريقيا. وفي المقابل ينص مشروع مجموعة الأربع على توسيع مجلس الأمن من 15 إلى 25 عضواً مع إضافة ستة أعضاء دائمين لا يتمتعون بحق النقض اثنان منهم لإفريقيا، وأربعة أعضاء غير دائمي العضوية. وبالعودة إلى الصينيين وحركاتهم وتحركاتهم بمجلس الأمن لا يمكن لنا توجيه اللوم إلى الصينيين وحدهم أو إلى مجموعة الدول الأربع، وبخاصة أن الولايات المتحدة سبق أن استخدمت حق الفيتو كثيراً ضد العرب والمسلمين، وعليه لا يُلام السيد وانغ غوانغيا أو غيره في تجربة ممارسة الانفراد بالسلطة الدولية على رغم تاريخ الصين الأبيض (لا) الأسود في العالم مثل الولايات المتحدة التي تستخدم حق الفيتو ضد الشعوب العربية والإسلامية من جهة وتطلق تصريحات في وجه العرب من جهة أخرى على سياق: اذهبوا وبلطوا البحر بل المحيط بأكمله!! واستناداً إلى ما تقدّم ليس من المبالغة في شيء القول بأن مجلس الأمن منذ ولادته النحسة على العرب بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن لم يقدم شيئاً للدول العربية ولا الإسلامية، وبخاصة مع انعدام الثقل والعمق العربي من جهة وضعف تنسيق العمل ما بين الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى، وبخاصة في ظل الأحداث التي يشهدها العالم وتتطلب رسوخاً وثباتاً عربياً وإسلامياً في المواقف بالمحافل الدولية بصفة عامة ومجلس الأمن بصفة خاصة، ولا تحتمل أي مؤامرات أو دسائس بين العرب والمسلمين ومحاولة إلغاء الآخر والإطاحة به قبل وصوله لمبنى مجلس الأمن أو غيره، فمن المؤسف أن بعض العرب والمسلمين غير قادرين على التصرف بنضوج سياسي وعقلية إدارية فذة، وما زالت الرغبات في إلغاء الآخرين بل تحطيم هؤلاء الآخرين تسيطر عليهم وتجعلهم يركزون على الإطاحة ببعضهم عوضاً عن مساندة بعضهم!! على الرغم من أن تمثيلهم يشكِّل ما نسبته 11% من عضوية الأمم المتحدة، حيث تشكل عضوية الـ21 دولة عربية، لها حق التصويت كتلة موحدة، كما أن هناك ثقل الدول الأعضاء الـ57 في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تمثل ما نسبته تقريباً ثلث عضوية الأمم المتحدة. وموضع القوة في الثقل العربي والإسلامي في ميزان قوة الأمن الدولي أنها - أي الدول العربية والإسلامية - لا تمثل تكتلاً واحداً فقط، بل عدة تكتلات؛ إذ تنتمي هذه الدول إلى مجموعتين اثنتين من أصل خمس مجموعات إقليمية دولية، حيث تنتمي بعض الدول العربية والإسلامية إلى مجموعتين اثنين، وهما: المجموعة الآسيوية والمجموعة الإفريقية، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بشكل ناضج ووعي كامل بالأخطار المحيطة بالعالمين العربي والإسلامي بعيداً عن لعبة الإطاحة بالآخرين ومحاولة إلغائهم. وعلى ضوء المعطيات الراهنة والمستقبلية من المؤمل أن تجلس إحدى الدول الإسلامية مع الدول الكبار بمجلس الأمن لتمثِّل بذلك العالمين العربي والإسلامي بمواقفه الثابتة وتمثل ضمير الأمة الإسلامية، وليس المهم من يقعد من العرب والمسلمين، وبخاصة أن هناك دولاً عربية وإسلامية تسعى لذلك المقعد بشكل قد يشتت الجهود ويضيعها إن لم يتم عمل تكتلات قوية ومدروسة، المهم هو الاتفاق وعدم خذلان المسلمين حتى وإن أخذت نيجيريا هذا المقعد، وهي التي تعدّ الأوفر حظاً بمقعد دائم في مجلس الأمن؛ كونها عضواً في الكومنولث والرئيسة الحالية للاتحاد الإفريقي، ولا ننسى أنها عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي باعتبارها دولة مسلمة؛ أي أنها تعدّ الأوفر حظاً حتى من مصر وليبيا اللتين تعدان دولتين عربيتين وإسلاميتين وإفريقيتين في نفس الوقت، لكن لا تحظيان على ما يبدو بإجماع وتأييد دول الاتحاد الإفريقي. وعليه، فمن المهم أن يعمل شرفاء الأمة العربية والإسلامية على حشد التأييد وعمل التكتلات بغض النظر عمَّن يفوز ويجلس على المقعد بمجلس الأمن الذي يتوجب على العرب والمسلمين عمل حسابات دقيقة ومشتركة معاً، وخصوصاً أن المجموعة الآسيوية تحاول الهند واليابان الفوز بالمقعدين بهما مع أن الصين تعمل هنا وهناك على إفشال ذلك والحيلولة دون جلوس اليابان على المقعد، وبالتأكيد تعمل وتتحرك دول وتكتلات أخرى هنا وهناك مع ممارسة نفس اللعبة ضد أو مع الدول العربية والإسلامية في الحاضر وفي المستقبل البعيد، فكل شيء محسوب ومرتَّب بدقة متناهية، وتوجد خطط استراتيجية لذلك معدَّة مسبقاً، وتبقى الخطة العربية والإسلامية متأخرة، هذا إن كانت بالفعل هناك خطة لديهم!!. وينبغي أن تتذكروا كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز الوزير المفوض بوزارة الخارجية ورئيس وفد موظفي وزارة الخارجية المنتدبين إلى الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة الحادية والستين التي أكد فيها تأييد المملكة لمبدأ التمثيل الجغرافي العادل في مجلس الأمن، وأن أي تطوير لهيكل مجلس الأمن يجب أن تكون غايته تعزيز قدرات هذا المجلس ليقوم بدوره على نحو فعال وفق ما نصّ عليه ميثاق الأمم المتحدة، والدور الذي يعلّقه المجتمع الدولي على اضطلاع مجلس الأمن بدوره وكامل مسؤولياته المناطة به لصون الأمن والسلام بشكل فعال في جميع مناطق العالم باعتباره الجهاز الرئيس في هذه المنظمة الذي يناط به مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين استناداً للمادة (24) من الميثاق. وفي المقابل لم يُخْفِ سموه في كلمة المملكة أمام جمعية الأمم المتحدة خيبة الأمل إزاء تأثير قرارات وإجراءات عمل مجلس الأمن وسياسة ازدواجية المعايير التي باتت تطغى على بعض أعماله، وخصوصاً تلك المتعلقة ببعض قضايا الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط؛ مما جعل (إسرائيل) تديم احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، وتجهض أية جهود دولية تستهدف إحلال السلام في الشرق الأوسط. وأشارت كلمة المملكة في هذا الصدد كذلك إلى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والأراضي الفلسطينية التي شاهدها العالم أجمع في حرب شاملة استهدفت التدمير المتعمد للبنية التحتية وانتهاك للحقوق الإنسانية والوطنية واستهداف للمدنيين الأبرياء بالاغتيال والاعتقال والتنكيل من دون أي اعتبار للعهود والمواثيق الدولية والاعتبارات الإنسانية، موضحاً أن هذا العدوان ما هو إلا تأكيد على امتداد سياسة الاحتلال والهيمنة الإسرائيلية واستمرار ممارستها التوسعية والعنصرية في المنطقة في ظل تراخي الدول ومواقف الآخر من تأييد لهذه السياسات؛ مما جعل مجلس الأمن يتقاعس عن اتخاذ القرارات الحازمة لهذه الأزمة. وقطعاً لم يبقَ للتذكير سوى... التذكير بأهمية الدور الاستراتيجي والمحوري والمأمول من العرب عبر الاستعداد المبكر وحشد الدعم وإعادة ترتيب الصفوف العربية والإسلامية لتحقيق دور عربي وإسلامي يتناسب مع هموم الأمة العربية والإسلامية على المدى المتوسط إلى طويل الأجل، وخصوصاً أن الأمير مشعل بن عبد الله - على رغم حداثة تجربته بالعمل السياسي - اعتبر المراقبون أن حضوره كان فعالاً وقوياً في أروقة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك وحتى خارجها، وبخاصة مع تلك الفئة العربية الأصيلة بعمل إفطار عربي في شهر رمضان بمدينة نيويورك الذي جمع فيه الجالية العربية والإسلامية، وقبلها والأهم التحركات الرسمية الشاملة لدعم القضايا العربية والإسلامية، ومن المنتظر أن تتمخَّض نتائج وتكتلات جديدة بخريطة الأمن الدولي أرجو ألاّ يطول انتظارها، وبخاصة في ظلّ مثل هذه الأوضاع السياسية العالمية التي تتطلّب استنفاراً لجميع الطاقات الصادقة والدؤوبة بغض النظر عمَّن يفوز بمقعد في مجلس الأمن ومن يرحل خلال السنوات القادمة.
nada@journalist.com |
|
|
| |
|