| |
برنامج الأمير سلمان الثقافي إبراهيم بن سعد الماجد
|
|
تعاني المجتمعات العربية بشكل عام من عزوف شبابها عن القراءة حتى بلغ بهم الجهل بكثير من المسلمات مبلغا مزريا، وما عليك للتثبت من ذلك إلا أن تسأل أي شاب سؤالا بديهيا لتصدمك الإجابة المزرية. لعل البعض شاهد بعض البرامج التلفزيونية الاستطلاعية التي تكشف سوأة شبابنا (ثقافيا). والمقولة الشهيرة (أنت تقرأ.. إذاً أنت موجود) أعتقد أنها صادقة ولم تتجاوز الحقيقة، فالشعوب التي تقرأ تجدها في كل المحافل ومناحي الحياة منتجة مبدعة ذات عطاء متدفق وفكر ناضج لا يقبل أنصاف الحلول في عطائه وإنتاجه، والعكس صحيح، المجتمعات التي لا تقرأ لا تنتج ولا تبدع ولا يعنيهم الإبداع والإنجاز البتة. ولعل الناظر في مجتمعاتنا العربية، ونحن لسنا استثناء، يرى أنها مجتمعات استهلاكية في كل شيء؛ فهي كَلّ على الآخرين في اقتصادها وفكرها. فالغرب ينتج ونحن نستهلك، والغرب يفكر ونحن نسمع، ولا شيء غير ذلك، فليس لدينا أهداف كبرى وأعني إستراتيجية أو صغرى آنية مرحلية، فالكل سائر ومردّد (كل ميسر لما خلق له)، ناسيا قوله سبحانه وتعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ...} الآية وقوله: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. هذه المقدمة أردت منها الحديث عن أهمية توجيه المجتمع خاصة شبابه وخاصة الخاصة النشء الصغير الذي ما زال قابلا للتوجيه إلى أهمية القراءة وتعويده على ذلك وفتح باب (اقرأ) لتكون عادة يصعب عليهم فيما بعد الانصراف عنها. ولكن هذا الأمر يواجه عقبة لدى كثير إن لم تكن غالبية الأسر في مجتمعنا السعودي، وهذه العقبة هي أين مكان القراءة؟ وأين الكتاب الذي يقرأ..؟ بيوتنا غير مهيأة للقيام بهذا الدور حتى لو كان رب الأسرة وربة البيت ممن يحملون مؤهلات علمية عالية.. إذاً ما هو الحل..؟. الحل في نظري، بل أجزم بأنه هو الحل المناسب بل إنه ضروري كما هي ضرورة الماء والكهرباء، في إيجاد (مكتبات الأحياء)، وهذا هو (برنامج الأمير سلمان الثقافي) المقترح. خمسون عاما كلها عطاء وإنجاز وسهر من أجل هذه المنطقة الغالية وليس المدينة فقط (منطقة الرياض).. خمسون عاما قضاها وما زال يواصل عطاءه من أجلها، حقق خلالها إنجازات تتحدث عن نفسها حتى باتت العاصمة نموذجا فريدا في منطقتنا العربية يحتذى.. خمسون عاما بذل فيها (سلمان بن عبدالعزيز) كل وقته وجهده الذي عرف به صانعا لمجد هو له أهل وبانيا لحضارة هو لها مهندس دون كلل أو ملل، يواصل ليله بنهاره من أجل إنسان هذا الوطن، وهذا القول ليس بمجرد كلمات إنشائية ولكنه نقل لحال هذا الرجل اللافت للأنظار. ونحن نقف إجلالا وتقديرا لهذا الجهد وهذا الإنجاز أجد من المناسب الدعوة إلى (برنامج الأمير سلمان الثقافي)، وهذا البرنامج يركز على إنشاء مكتبة عصرية في كل حي من أحياء الرياض كخطوة أولى تضم الكتاب والمجلة الهادفة والحاسب الآلي بمزاياه المختلفة لتكون مكانا آمنا ومناسبا لأبناء الحي وتكون هذه المكتبات تحت إشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم أو يخصص لها إدارة خاصة تعنى بها فقط. ولا أعتقد أن هذا المشروع الحضاري من الأمور الثانوية بل إنه في نظري من الأشياء الأساسية التي تأخرنا كثيرا في إيجادها. إن الدعوة موجهة إلى سمو أمين منطقة الرياض ورجالات الرياض الأوفياء المخلصين لتبني هذه الفكرة الحضارية المهمة، وأظن أن وزارة الثقافة والإعلام معنية هي أيضا بدعم هذه الفكرة من خلال وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. إن الأمل يحدونا في أن نرى تجاوبا سريعا من الجميع وليس من جهة دون أخرى، فالفكرة مهمة، وباعثها (الأمير سلمان) جدير بأن يحمل اسمه مشروعا كهذا المحفور في ذاكرة الرياض، إنسانا ومكانا. والله الموفق.
almajd858@hotmail.com |
|
|
| |
|