Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/12/2006G Issue 12498الرأيالأحد 26 ذو القعدة 1427 هـ  17 ديسمبر2006 م   العدد  12498
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

لعل في ذلك خيراً
سعيد بن شهاب العنزي/ عرعر

عبادة الله الواحد رب إبراهيم وموسى وعيسى، المساواة بين البشر إذ لا يتفاضل الناس بألوانهم ولا بأنسابهم ولا بأموالهم إنما بتقواهم وعملهم الصالح، الطهارة والصلاة، الزكاة تأخذ من الأغنياء وتقسم بين الفقراء، صلة الأرحام، بر الوالدين، الإحسان إلى الناس (الخلق عيال الله فأحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله)، الصدق في القول والعمل، الحكم بالقسط والوفاء بالعهد، هذه هي المبادئ التي جاء بها الإسلام، فهل هي حقاً سيئة كما يقول البابا حين ينقل مقولة أن نبي الإسلام لم يأت إلا بما هو سيئ وشرير فأي عقل صحيح يقبل هذا؟

أما الجهاد فقد شرع لحماية الدعوة إلى الدين الذي يحمل هذه المبادئ السامية وله قواعده التي تمنع الظلم والتعدي، وليس لحمل الناس على الإسلام إذ (لا إكراه في الدين) ولو كان الناس قد دخلوا الإسلام بحد السيف لانحسروا عنه عندما ضعف سلطان الدولة عليهم مثلما انحسر أهل الشيوعية عنها، لكنهم جاهدوا من أجله بالأنفس والأموال وحملوه إلى ما جاورهم من الأمم، وتمسكوا به وورثوه لأبنائهم رغم ما نالهم من العذاب والتنكيل لعقود طويلة كالذي وقع للمسلمين في الدول الشيوعية السابقة فهل بعد هذا من قناعة..؟ ولك أن تنظر في وصية أبي بكر- رضي الله عنه- لقادة جيوشه المتجهة لفتح بلاد الشام التي ما خرجت إلا من مشكاة النبوة إذ أمرهم ألا يهدموا الكنائس والبيع وألا يعضلوا الشجر ولا يفسدوا الزرع، وألا يقتلوا النساء ولا الشيوخ ولا الأطفال وأن يتجنبوا العباد في صوامعهم والحراث في حرثهم، وأن يعفوا عمن ألقى السلام، وأعرض عن قتالهم، تلك كانت آداب ومبادئ الجهاد وغيرها كثير مما أفاضت بتفصيله المصادر، أما تحميل أخطاء وتجاوزات بعض المتطرفين للإسلام، فهذا قياس خاطئ وظلم صريح، فهل تمثل محاكم التفتيش وحمل الناس على الكاثوليكية قسراً وقتلهم أو إخراجهم من أرضهم روح ما جاء به السيد المسيح عليه السلام؟ أين التسامح وقبول الآخر عندما عقد الباباوات ألوية الحروب الصليبية وشاركوا حاملين على أكتافهم الصلبان ومضفين عليها الهالة والقدسية.. أين احترام العقائد حين حُوّلَ المسجد الأقصى إلى مرابط للخيل؟ أين قبول واحترام الآخر من الحروب الدينية التي اشتعلت في وسط أوروبا لزمن طويل حتى قارب ضحاياها العشر ملايين، ألم تكن الروح الدينية والقتال في سبيل ما يعتقد أنه الحق من المسيحية هو ما أسال كل تلك الدماء؟ أم أن أخطاء المسيحيين تنسب إليهم، بينما تحسب أخطاء المسلمين على الإسلام؟!

كيف يصدر عن شخص في مثل منزلة البابا مثل هذا القدح في حق الإسلام ونبيه الكريم- صلى الله عليه وسلم- ثم يستدرك - وكأنما للسخرية - أنه إنما ينقل عن ملك بيزنطي وحقيقة الأمر أنه نقل ما يدعم موقفه، وما يتسق مع فكرته عن الإسلام، ولو أراد الحق لوجد من مصادر المستشرقين القدامى والمحدثين من أنصفوا وعدلوا واتبعوا المناهج العلمية في البحث والتأليف، لكنه يبذر الكراهية من حيث أراد أو لم يرد، ولعل في ذلك خيراً للإسلام وأهله إذ سيوقظ النائمين وينبه الغافلين ممن صدقوا بمقولة التسامح وحسن النوايا، ألم يعلم البابا أن الفتنة نائمة لا ينبغي إيقاظها, وأن في هذا العالم من المشاكل ما يكفي، أم أن تعليقاته تأتي في نفس سياق الرسوم المسيئة. رحم الله أحمد شوقي.

يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد
بين الشعوب مودة وإخاء

ألا يدرك العقلاء في هذا العالم أن عدداً محدوداً من العلماء وبموارد قليلة يمكنهم أن يحدثوا ضرراً بالغاً في جسد الحضارة الإنسانية الذي يحمل أسرار انهياره في أسباب بنائه وقوته.




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved