| |
آآآه... ثم آآآه... على فراقك يا أبي نورة بنت محمد
|
|
سأكتب بقلم حبره دموعي.. وحروفه ألم جروحي.. وكلمات تخفق في فؤادي.. سأكتب عن فراقك.. وحرقة فؤادي.. فلا شيء في حياتي يستحق أن أكتب عنه سواك.. فآآآه.. ثم آآآه.. على فراقك يا أبي. نعم أنه فراق الأحبة.. كم أحرق كبداً رطبة؟! وكم أرهق قلباً محباً؟! وكم أبكى مقلة هادئة؟! وكم أضرم في الأحشاء ناراً؟! وكم ألهب في القلوب سعيراً؟! وكم...؟! وكم..؟! وكم..؟! أبي: ان افتقادي لك هو الحدث الذي أعيشه في اليوم آلاف المرات.. ففي فقدك انحبست أنفاسي.. الدموع تحرق وجناتي.. وامتلأ قلبي هماً وحزناً.. وحارت بي الخطى.. فلا القلب يعرف الطريق ولا العقل يفهم المعاني.. يا لها من لحظاتٍ قاسية. ان افتقادي لك معناه آلام دائمة.. وأحزان في النفس جاثمة.. وعبرات في الصدر كاتمة.. وحرارة في القلب لاهبة.. والشعور بالوحشة من هذه الدنيا.. إحساس لا يعرفه إلا من جربه وذاق مرارته وعاشه بمقتضى الحال. لقد رحلت يا أبي عن هذه الدنيا وودعتها وبقيت هائمة في مجاهل اليتم الوعرة فقد خسرت الجدار الذي أستند إليه، والسحابة التي تمطر عليّ بنبع الحنان والأبوة، والمظلة التي كانت تحميني من الشرور، وشعرت بمعنى الوحدة، وفقد من يمد يده للمساعدة ولو مدت إليّ ألف يد فإنها لا تغني عن يدك المليئة بدفء وحنان الأبوة. لقد رحلت يا أبي وفي حنجرتي صرخة مبتورة.. وقلبي أنينه بعدد قطرات البحر وحبات المطر.. وأحاط بي الأسى وكأنه نار يحرقني.. أيام مرت شعرت بألمها وقسوتها.. الروح والدمع وكل ما فيّ يعاني.. (عجزت أنا يا بوي بالصوت أعزيك تخنقني العبرة وجفت دموعي) يعجز والله يا أبي قلمي عن التعبير عن مدى الحزن الأليم الذي يلج في فؤادي.. وعن مكانتك في حياتي.. فأنت بقلبك الكبير كنت شمعتي ومصباحي الذي أعبر به متاهات الدنيا.. فيا حسرتي وحرقة فؤادي على فراااقك. لقد رحلت يا أبي فمصابنا والله فيك كبير.. فالصغير يبكيك قبل الكبير.. والبعيد قبل القريب.. وكل ما يحيط بنا يبكيك.. لكن ما يثلج صدورنا ويبرد حر مصابنا منظرك الحسن الذي رأيناك فيه بعد أن أخذ الله أمانته، والجموع الغفيرة التي ملأت المسجد ثم المقبرة وجاءت لمنزلك لتقديم واجب العزاء لأبنائك، فجزى الله الجميع خير الجزاء. رحمك الله يا أبي رحمة واسعة وغفر لك ولوالديك وأدخلك فسيح جناته وجمعنا بك في دار كرامته. ملاحظة: أرجو من يقرأ هذا الموضوع الدعاء لأبي بالرحمة والمغفرة وجميع موتى المسلمين.
|
|
|
| |
|