| |
مركاز المأزق! حسين علي حسين
|
|
العرب والمسلمون في مأزق، وهم فعلاً على شفا حفرة، لا يعلم إلا الله عمق هذه الحفرة، وهل هناك وسائل إنقاذ للخروج من الحفرة في حالة الوقوع فيها؟ سؤال لابد أن يطرح في غياب أي مجهود لدى صناع القرار العربي ممن يخططون للمستقبل ويسعون للوصول إلى السلام؛ سلام الناس وسلام النفوس! العراق الآن تحركه زعامات، وكل زعامة آخر همّها المواطن، بل أول همّها الكرسيّ، أو حظها من الكراسي، ومع هذه الحصة الجاه والمال، وهي حالة يعيش فيها العراق منذ سنوات طويلة؛ لذلك لم يكن غريباً أن ثمانية حكام مروا على هذا البلد كلهم ماتوا قتلاً ما عدا واحداً لطف الله به؛ فخرج من العراق قبل أن يلتف حول رقبته حبل المشنقة أو تسقط به طائرة أو يفجّر موكبه! ولعبة الكراسي الموجودة الآن في العراق موجودة بشكل آخر في لبنان والصومال، كلهم يخوضون معاركهم من أجل الكرسيّ، وفي سبيل الكرسيّ لا مانع من زر القنابل وتفجير السيارات والاغتيالات، لا مانع من تحريك الحس الطائفي المقيت، مستعينين في ذلك بكافة الأطياف، هذه الأطياف بعضها يدرك اللعبة، وبعضها تحركه العاطفة. أسأل نفسي: لماذا العرب فقط في صراع دائم مع أنفسهم، ومع من حولهم، في الوقت الذي تعيش فيه دول متعددة الديانات، وليس المذاهب فقط، متعددة الاتحادات السياسية.. لماذا تعيش هذه الدول في سلام بينما نحن العرب على مدى سنوات نخوض حروباً حارة مع بعضنا..؟ إنه العقل!! مع ارتفاع أسعار البترول، ارتفع سعر كل شيء، ولم يبق ثابتاً إلا سعر الماء والخبز والكهرباء، ربما لأن لا زيادة فيها لمستزيد.. حتى البصل أصبح سعره أغلى من سعر التفاح، قبل أن يفعلها التفاح فيرتفع إلى ضعف سعر البصل الجديد! السيارات، العقارات، الملابس، تذاكر الطيران.. كل شيء، كل شيء.. إلا الإنسان؛ فهو يرخص كل يوم في بعض دولنا العربية، حتى وصل إلى توزيعه مجاناً بالقطعة عبر التفجيرات الإرهابية؛ فجأة يكون الإنسان البائس جالساً يحتسي فنجان شاي على المقهى، وفي لحظة يتطاير أشلاء في الهواء، كأنه يُشهد العالم على ما يفعله أهله فيه. ارفعوا سعر الطماطم والبصل والسيارات والعقارات؛ فهذا أوهن مما يفعله غيرنا من قتل للأبرياء في أجواء أمنية تفتقر إلى الضبط والسيطرة الحكومية المطلوبة.
فاكس 2054137
taiba1989@hotmail.com |
|
|
| |
|