Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/12/2006G Issue 12494مقـالاتالاربعاء 22 ذو القعدة 1427 هـ  13 ديسمبر2006 م   العدد  12494
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

هذا من يكون ولماذا يكون (الجزء الأخير)
د.عبد المحسن بن عبد الله التويجري

في المقال السابق وبنفس العنوان تعرَّضنا بالتعريف سلوكاً وأثراً للمقصود بهذا، ولكن لماذا يكون هذا كذلك؟
ربما تبادر إلى الذهن اعتبار التربية وبما ساء منها سبباً أساسياً لذلك، والواقع أن للتربية دوراً لتجاوز تفاصيله يُمكن القول إن أثر التربية إما أن يكون مباشراً، وبأثر القدوة حيث ينشأ أبناؤها في بيئة تبيح انحرافاً معيّناً، ولهذا ردُ فعلٍ في نفس الابن فيكون هذا الانحراف عملاً ومصدراً للرزق.
ومن نماذج التربية أيضاً أن ينشأ الأبناء في بيئة، الالتزام لديها متدنٍ ديناً وقيماً وخلقاً؛ فلا موجِّه على طريقٍ يستقيم معه نموه، ومنهج سلوكهم لا التزام معه فهم في مهب الريح.. وسببٌ آخر مصدره قلة الوعي بل إنها حالة من الجهل بكل المخاطر المترتبة على هذا الانحراف، وهذا يؤدي إلى سلوكٍ يخلُّ بالمسؤولية الاجتماعية حيث الهدف أي شيء يحقق الذات لتؤسس علاقةً مع المجتمع تؤكد ذات المنحرف، وهي ذات غير سوية في مجتمعٍ يرفض مثل هذا الانحراف، وغالباً ما يعتري أحدهم شيء من الاضطراب في بناء شخصيته، وبخروجه على قيم وأعراف مجتمعه يبحث عن أيسر الطرق وإن ساءت فيخاطب غرائز البعض لتحقيق أهدافه، كما أن الإحساس بالإحباط الذاتي يدفع به إلى سلوك بأي وسيلة نحو غايته، وقد يجد بعض الدعم من قلة من أبناء مجتمعه الأقرب إلى الانحراف، والنتيجة فسادٌ يتراكم حيث يؤثر على مراحلِ النمو الصحيح، فلا استقرّ نفسياً ولا استطاع أن يحقق ذاته بما يخدم مجتمعه، إنه سقوطٌ في الوحلِ لا يُعرفُ مداهُ.
وللبطالة دورٌ في أسباب الانحراف، فيتجاوز أحدهم بحثاً عن الكسب المادي حتى وإن ساءت وسائله.. والمنحرف لا يكتفي بنتائج انحرافه فقد يسعى إلى إفساد غيره ليتورَّط معه في انحرافه.
ومجمل الأسباب يطول الحديث عنها، وتكثر تفاصيلها لأنها ذات علاقة بعقل ونفس المنحرف، وحالة كتلك لها طابعٌ مركبٌ ومعقدٌ، وما نورده ليس إلا ملامح حول هذا الإشكال وتلمُّس الحلول بما يفتح باباً لذوي الاختصاص لمزيدٍ من السعي فيما يُصلح ما أعوج به طريق هؤلاء بكل من يدرك مكانه من دائرة الواجب والمسؤولية الاجتماعية، وكذلك الخُلُقية لقادرٌ على المشاركة في الحلّ للحدّ، بل القضاء على انتشار مثل تلك الحالة.
وللدولة دورٌ مهمٌ، وهو قائم نؤكد عليه ونؤيده، فالعقابُ حينما تتوفر أسبابه فإنه رادعٌ كبيرٌ لمن ظن بسهولة الانحراف.
وللأسرة دورٌ كذلك فهي خير موجِّه يأخذُ بالجميع إلى المستوى الأفضل من خلال تأكيد الانتماء الديني وفق منهاجٍ لا غلو معه لينسجم وروح الوسطية.
كما أن هناك دوراً مناطاً بالمجتمع يتمثَّل في الحذر واليقظة، فالجميع حماة لأخلاق وأمن واستقرار مجتمعهم، فمن صادف أحداً من المنحرفين وجبَ أن لا تكون مصادفة عابرة، بل يعقبها فعلٌ مؤثرٌ قد يصل في مداه إلى إحاطة الجهات المختصة لمعالجة حالٍ كتلك.
والمدرسة لها دورٌ يسعى للوقاية والتوعية حيث لا يعتمد على الإشارة، بل على ما هو أبعد من ذلك نحو تحليل الأسباب والنتائج، وحبذا أن يشارك في هذا الدور متخصصٌ يملك التجربة والخبرة في هذا المجال التربوي.
ومن المهم أن نؤكد على دور المنزل والأسرة وكقدوةٍ وتوجيهٍ له أكبر الأثر في نجاة أبنائهم مما نكره ويكرهون.. وقد يكون لازماً الاستعانة بمراكز التأهيل الاجتماعي التي يُفترض تواجدها بقوة ومتانة في الإمكانيات والقدرة، وكذلك مستوى العاملين فيها لتقوم بدورٍ ينمي الوعي والمعنى والقيمة لدى الشباب.
إن إنشاء مثل هذه المراكز ليس بالأمر الصعب، وكمرحلة أولى لتكن تابعةً لجهة أو وزارة ذات علاقة، ولهذا مردود فيما يؤديه من توعية شاملة تتصدى لكل أنواع الانحراف أو السلوك الاجتماعي المتمرِّد على الدين والقيم، ومن أمثلة ذلك من ضلّ عن منهاج دينه ليصبحَ من الفئة الضالة، فهو بحاجة إلى رعاية وتوجيه قبل أن يقع المحظور.
وجدير بنا الإشارة إلى بعض من سلوك الشباب بما يصدر من بعضهم أثناء التسوُّق أو الادعاء به في ممارسة ما يزعج المرأة ويستفزها.. ولأهل الحسبة جهدٌ مشكورٌ والفائدة ستزيد بوجود مثل هذه المراكز، وذلك إنجاز لا يستحيل ولا يصعبُ تحقيقه، فبوجوده يدفع بأثره على أحاسيس الشباب بما يعنيه من توجيهٍ وتوعية، كما أنه رادعٌ مؤثرٌ.فكثير من الانحرافات تُعالج بالعقاب وهذا أمر لا بد منه، ولتكامل الهدف فلا بد من استنفاد كل الوسائل المبنية على أسس من واقع البيئة وفق منهاج علمي له أثره وهو على الطريق إنجاز غير عابر سيرصد أثره من يعنيه كل إنجازٍ لمجتمع وسيلة تقدمه في صلاح أبنائه، وكذلك رقي أساليب هذا المجتمع الذي يُبقي من الأثر ما يُحمدُ وهو مُجدٍ بتلك الوسائل.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved