| |
أما بعد قد بدت البغضاء من أفواههم عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
|
|
قد يزل لسان الإنسان بكلمة أو عبارة غير مناسبة في معرض حديث شفوي، ولا بأس أن يلتمس له العذر في هفوته تلك، أما أن يكلف شخص أو فريق بإعداد محاضرة علمية لشخصية تعد بين بني قومها ملء السمع والبصر ثم يعمد هذا الشخص أو الفريق إلى التنقيب في صفحات التاريخ ولا تقع أعينهم إلا على ساقط القول وأكذبه ثم يضمن عن عمد وإصرار في محاضرة تلقى في محفل ومؤسسة علمية، فلا شك أن هذا ينبئ عن إيمان وقناعة وقبول وتوافق مع النص الذي تم اختياره، وإلا لما عرض في سياقات المحاضرة، هذه الحقيقة أو المسلمة لا يمكن أن يختلف عليها اثنان عاقلان يدركان أسس البحث العلمي وأدبياته، الخلاصة أن النص الذي ورد في محاضرة البابا تم اختياره من قِبل فريق يؤمن ويعتقد بصواب هذا النص، ويرى مناسبة إيراده للتدليل على الرسالة المقصودة، ويؤكد هذا ويثبته قبول البابا بهذا النص، فلو لم يقبل به ولم يتوافق مع قناعاته - كما يزعم - لما قبل بإيراد هذا النص، بل سوف يوجه بحذفه والبحث عن نص آخر يتوافق مع ما يؤمن به أن كان لديه ما يؤمن به خلاف ذلك عن الإسلام. إن ما حصل من البابا والفريق الذي أعد المحاضرة ليس بغريبٍ ولا جديد، فذاكرة التاريخ وسجلاته حبلى بالشواهد والمواقف التي تعكس وتدلل على حقد هؤلاء القوم وكرههم للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} الآية 118 سورة آل عمران. والعجب كل العجب، والحيرة كل الحيرة، في فهم مواقف فئة من بني جلدتنا مافتئوا يدعون إلى التسامح ونبذ العداوة والبغضاء والكراهية لبني جلدة البابا، ولعل في هذه الحادثة ما يوقظهم من غفلتهم وأحلام اليقظة التي أعمت بصائرهم عن رؤية الحق والحقيقة التي لا مراءَ فيها إلا لجاهل أو متجاهل لحقائق الأمور وبصائرها، فالبابا بفكره العقدي المظلم، والمحافظون الجدد بسطوتهم وسلطتهم لن يدخروا جهداً في الكيد للإسلام وأهله، ولن يتوقفوا عن ذلك، فالأيام المقبلة حبلى بالكراهية والبغضاء التي أخبر الله عنها في كتابه الكريم. لذا كلنا أملٌ في علماء المسلمين، وفي المثقفين الأحرار أن يقفوا وقفة صادقة مؤمنة جادة في تحصين أبناء الأمة بالثبات في عقيدتها، وتعريفهم بالأعداء الألداء وما يضمرونه للإسلام وأهله، وأن هؤلاء لن يفلحوا في بلوغ مقاصدهم متى ما توحد أبناء الإسلام على إسلامهم وآمنوا به عقيدة ومنهاج حياة.
|
|
|
| |
|