| |
تعليم 21 الرياضيات.. قوة التعليم الضاربة د. عبدالعزيز بن سعود العمر
|
|
يرى بعض المفكرين أن آدمية الفرد وإنسانيته لا تكتمل إلا بامتلاكه لحد أدنى من المعرفة بالرياضيات. إن الرياضيات بما تتضمنه من مهارات وأساليب تفكير تعد اليوم مؤشراً صادقاً وحقيقياً على قوة أي نظام تعليمي أو ضعفه، يؤكد ذلك البحوث التي أشارت إلى أن نجاح الطالب في الجامعة - أياً كان تخصصه - يرتبط إيجاباً بنتائجه في الرياضيات في المراحل التعليمية السابقة. لذا فالتربويون لا يتصورون أن يحقق أي طالب أي إنجاز في أي فرع من فروع المعرفة العلمية وهو ضعيف في الرياضيات. إن ضعف طلابنا في الرياضيات هو الذي أدى إلى هجرتهم الكبيرة إلى التخصصات الأدبية، بل إلى تسربهم من الجامعات. إذا نحن أردنا تطوير تعليم الرياضيات - بل قل التعليم - فعلينا بدايةً أن نحدد معايير وطنية لنحكم في ضوئها على فاعلية منهج الرياضيات وعلى جودة تحصيل طلابنا، وعلينا بعد ذلك أن نبني المقاييس والاختبارات المعيارية الوطنية المقننة التي تعطينا مؤشرات حقيقة عن مستوى طلابنا في الرياضيات. ولا بد لنا أيضاً من التأمل العميق في نتائج مشاركة طلابنا في مسابقة Timss الدولية للرياضيات، لقد كانت نتائج طلابنا في هذه المسابقة في نسختها الأخيرة 2003م غير مرضية على الإطلاق قياساً بنتائج بعض دول منطقتنا. ومن هنا فإني أؤكد أهمية إنشاء مركز وطني لتعليم الرياضيات يستهدف بصورة أساسية تطوير منهج مادة الرياضيات والارتقاء بأداء معلميها، إنني أجزم أن إنشاء هذا المركز وتفعيل دوره سيكون نقطة تحول بارزة في تعليمنا.
|
|
|
| |
|