| |
نعم إنها إسلامية وليست قبلية عبدالله بن راشد السنيدي (*)
|
|
في قصره الذي يستقبل فيه إخوانه وأبناءه المواطنين في يوم الاثنين من كل أسبوع أعاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض إلى أذهان الحاضرين الأساس الذي قامت عليه الدولة السعودية وهو العقيدة الإسلامية وليس الأساس قبلياً أو عشائرياً أو نحوهما بالرغم من أن أسرة آل سعود الكرام تنتمي إلى واحدة من أهم القبائل في الجزيرة العربية وهو دليل على أن أهم أهداف الدولة السعودية هو مناصرة دين الله الحنيف وإزالة ما شابه من خرافات وبدع وشرك. وما أورده سمو الأمير سلمان هو الواقع المعروف لدى الجميع فهذه الدولة المباركة قامت باتفاق الإمام محمد بن سعود بما لديه من سلطة والشيخ محمد بن عبدالوهاب بما لديه من علم شرعي، وكان من أبرز معالم هذا الاتفاق هو إحياء العقيدة الصحيحة والسنة النبوية الشريفة، وعلى أساس هذا الاتفاق قام الحكام من الأئمة والملوك من آل سعود الكرام بتطبيق شرع الله عبر الدولة الأولى والثانية والثالثة، فكلما اختفت الدولة السعودية في أي من مراحلها لظروف معينة ثم ظهرت من جديد فإن هذا الظهور يكون معتمداً على دين الإسلام وكان آخر ذلك قيام الدولة الثالثة على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله.. فقد كان في الكويت مع أفراد أسرته، فلما عزم على إعادة الحكم وإنقاذ البلاد جعل الإسلام هو الأساس الذي يعتمد عليه في تحقيق هذا الهدف لأن البلاد بعد غياب الدولة الثانية دخلت في نفق عميق من الانقسام والنزاع والظلم والجهل والتفرقة بين أبناء البلد الواحد، مما يتعارض مع مبادئ الإسلام التي تدعو إلى المساواة والعدالة والأخوة، ولذلك رحب سكان الجزيرة العربية بعودة الملك عبدالعزيز لأنهم تيقنوا أن هدفه سوف يُخرجهم من المآسي التي يعيشونها وهو ما حصل بالفعل، ذلك أنه عندما دخل الملك عبدالعزيز مدينة الرياض في 5-10- 1319هـ أعلن رجاله وبصوت عالٍ بأن الحكم لله ثم لعبدالعزيز، وهو ما يؤكد أن العقيدة الإسلامية هي منهج الحكم الجديد والذي يماثل منهج الحكم خلال الدولة الأولى والثانية وهو ما يتفق مع رغبات السكان. وقد سار الملك عبدالعزيز على هذا النهج في فتوحاته الأخرى لبقية مدن وقرى الجزيرة العربية إلى أن توحدت سنة 1351هـ تحت مسمى المملكة العربية السعودية على أساس الإسلام وكانت خطب الملك عبدالعزيز طيلة تلك الفترة تؤكد أن أساس الدولة هو الإسلام وعلى هذا الأساس فإن الأنظمة الحكومية التي صدرت قد جعلت الشريعة الإسلامية هي مصدرها الأساسي، كما أن أبناء الملك عبدالعزيز الذين تولوا المسؤولية من بعده قد ساروا على هذا المنهج في العناية بالإسلام وتطبيقه في أوجه الحياة، بل امتد ذلك إلى الدعوة إلى تطبيقه في الدول الإسلامية والدعوة إليه في غير الدول الإسلامية، فالكل يذكر جهود الملك فيصل في هذا المجال عندما تبنى فكرة التضامن الإسلامي، وسعى إلى لمّ شأن المسلمين، وتحقق له ذلك بإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وقيام بعض الدول الإسلامية في إفريقيا بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وكان رحمه الله يردد في خطبة التأكيد على مبدأ الإسلام في دعوته (بأنها إسلامية لا شرقية ولا غربية).. وفي عهد الملك فهد - رحمه الله - صدر النظام الأساسي للحكم الذي نص على دستورية القرآن والسنة وعلى أن أساس المجتمع السعودي هو (الأسرة) كدليل على إسلامية الدولة وعندما تولى الملك عبدالله يحفظه الله كان أول كلماته للشعب السعودي بأن القرآن هو منهج حكمه، مما يؤكد على استمرارية إسلامية الدولة عبر مراحلها المتعددة.
(*) وكيل وزارة الخدمة المدنية المساعد للمراجعة والدراسات
|
|
|
| |
|