Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/12/2006G Issue 12488الرأيالخميس 16 ذو القعدة 1427 هـ  07 ديسمبر2006 م   العدد  12488
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نحن وتحديات العولمة
مندل عبد الله القباع

لن نتعرّض هنا لمفهوم العولمة نظراً لتباين الرؤى وتعدد الأبعاد وتباين العمليات والمحاور والآليات ومدى التفاعل معها سواء كان بالإيجاب أو السلب، ونظراً لتعدد مؤسسات العولمة وتوابعها في الداخل أو الخارج.
ولكن من الناحية الإجرائية فيهمنا أن نبرز اتفاقاً على القول بأنّ العولمة تعنى إجرائياً وليس فلسفياً أنها تمثل هيمنة القطب الواحد على النطاق العالمي.
وفي غضون ذلك ظهرت عدة ثورات معرفية معلوماتية وتكنولوجية وعلمية، مما أدى إلى نتيجة تحتاج إلى تأمل الجهات البحثية ألا وهي التحول إلى - حد ما - عن العلوم النظرية ولعاً بالتكنولوجيا والعلوم التطبيقية.
إن ما نخشاه إزاء ذلك هو التخلي عن المحور الإنساني في التناول العلمي إلى جانب التخلي أصلاً عن الحاجات الإنسانية في مقابل جشع السوق.
قد يؤدي ذلك إلى ضبابية المستقبل وتكبيل النفوس حين محاولة التطلُّع إليه ووضع الأمل كل الأمل فيه، وما دام حديثنا عن الشباب والعولمة، فما موقف الشباب من ذلك وهم أصحاب المصلحة في المستقبل؟
لقد انقسم الشباب إزاء ذلك لفئتين فئة اتسمت تصرفاتها بالانفعالية الشديدة رافضة للعولمة ومتمردة على برامجها ومتصدية لمشروعاتها، وحشدت قواها منادية بدحر العولمة وتهميش دورها وعدم القناعة بمناحيها المختلفة، لأنّه لا يتوقع منها بناء عالم أفضل ينهض على الأمن الاقتصاد والسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي والاتساق الفكري والتوازن الفئوي وعدالة المقابلة بين ما هو حق وما هو واجب.
إنّ المشدوهين بالعولمة والمبهورين بقيادتها والمقدسين لتقدمها مهتمون بإثارة الوعي نحو مطلب تجديد المعرفة في ظل شيوع تكنولوجيا الاتصالات، ووسائط الإعلام والأقمار الصناعية واستحداث أجيال جديدة مستجدة دائماً في صناعة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت واختراق الجوال كافة الأجواء وتبادل الفاكسات والإيميل ... الخ.
وفي خضم هذه الوسائط المعرفية المعلوماتية تعلو أصوات المنادين بتجديد المعرفة تبعاً لما حدث من تجدد في الفضاء أدى إلى تلاشي الفواصل الطبيعية بين المكان وكذلك الزمان، إلى أن أصبح وبحق، العالم كل العالم قرية صغيرة بلا حدود أو فواصل إلاّ الحدود السياسية التي قد يعتريها بعض من التدخلات بفعل قوى التسلط والهيمنة وأحدية الاتجاه، وعساي الا أكون مغالياً إن قلت وأحدية الهوى والميل والغرض مما قد يؤثر في الفصل بين العالمية والوطنية وبين القيم الثقافية العامة والخاصة وبين المصالح العامة والخاصة.
إنّ هذه القيم المتضاربة قد يواكبها متغيرات تابعة انحرافية تظهر بين فينة وأخرى مما يلقي بالعبء ثقيلاً على عاتق مؤسسة الإصلاح الوطني مع الوضع في الاعتبار ألا نغرق في خضم الفعل ورد الفعل، ولكن علينا أن نتقدم بعمليات مخططة ومحسوبة تمكننا من التصدي لتحديات العولمة وآثارها، خاصة وأننا لا نستطيع النأي عنها بقصد تجاهلاً أو خفض قيمة تأثيراتها التي شملت كافة مناحي حياتنا تقريباً، كما أنه ليس من الغلو القول إن العولمة آلية كاسحة تنال من كافة منظمات المجتمع ودعائهما وهاكم الأسرة كمنظمة اجتماعية وتحولها من الامتداد إلى الأسرة النووية مما أدى إلى وهن في العلاقات الاجتماعية وفي التفاعل والحراك الاجتماعي، ومن البساطة الشديدة إلى التعقد المرير إلا أن متانة الانتماءات ما زالت قائمة ولها احترامها وتقديرها، وما زال اللقب يقرن بالاسم ودرجة الاعتزاز به كبيرة، فهي تملأ المشاعر وتثري الوجدان وتؤدي إلى علاقات التفاعل الحار بين أبناء القبيلة الواحدة، حيث ينعدم الصراع والعنف والعدوان ويتم التوحُّد والتوافق تحت علم اللقب الواحد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وهاكم قيم الاستهلاك فقد تحولت عن الاستهلاك الذاتي إلى الاستهلاك السلعي الخاضع لحركة السوق ومطالب العرض والطلب وصار للإعلان دور كبير في التسويق وحجم البيع وحركة الشراء وتأثير الثمن، وتفعيل مجالات النشاط الإنتاجي والذي يواكبه النشاط الإعلامي التأثيري والذي يلم بكافة أنشطة حياتنا.
وإن خشينا على ثقافتنا من جراء غزو العولمة - حتى ولو جزئيا - علينا أن نستثير منظماتنا ذوي الاختصاص أن تتحوط من هذا التخوف، وكما يقول شيخ التربويين (حامد عمار) إنّ الأمر يقتضي إعمال التبصر الذكي الناقد لفهم تيارات العولمة المختلفة ومصادر قوتها وطغيانها والإدارة الراعية في استيعاب توظيف تغيراتها العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية بما يخدم المجتمع وأفراده وهذا ما تسير عليه المملكة ولله الحمد.
إذن الأمر يحتاج ونحن نتصدى لتحديات العولمة أن نتسلح بالإدراك الواعي، والإرادة الصلبة والتخطيط العلمي والفهم لما هو قائم والفعل بما هو واجب وما يوجبه مسارنا للنمو والتطور وإحراز ما هو مناسب من سلوك الإنجاز المتوافق في الداخل وفي مواجهة المحيط الخارجي مهما كان ممتداً، مع الوضع في الاعتبار أن ما نصبو إليه دائماً هو صيانة وحفظ أصالتنا الثقافية مع الأخذ بما هو صلاح لنا من المستحدثات العصرية في ظل قيادة حكيمة وهي قيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة .. وعلينا بالمجاهدة لاكتساب المعرفة العلمية والتكنولوجية والتوصل لمصادر المعلومات لإمكانية انتقاء أفيدها وحسن توظيفها.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved