| |
الإدمان د.عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي
|
|
هناك بعض أنواع الإدمان تؤدي بأصحابها إلى الهلاك، والأمراض المتنوعة. وهناك أنواع أخرى من الإدمان لها مضارها ومنافعها. ونحن هنا سنتحدث عن هذا الإدمان الأخير مبينين مضاره ومنافعه. فهناك بعض الأشخاص مدمنون على متابعة ومشاهدة الفضائيات العربية، وهناك أشخاص آخرون مدمنون على قراءة الجرايد والصحف العربية، خصوصاً الجرايد والصحف والمجلات المحلية. فالمشاهد والمتابع للقنوات الفضائية العربية، إذا كان مدمناً على ما يبث فيها من أغانٍ ومسلسلات، وعروض أزياء، فسيخرج من ذلك بحصيلة ثقافية ممتازة، فهو يكون ذا علم ودراية في كيفية تمايل الأجساد، وأنواع الرقص والاهتزاز، وميزة الطول والقصر في التنورات، وحدود الستر والعري عند الفنانات. أما من هو مدمن على مشاهدة وتتبع الحوارات السياسية والثقافية والعلمية، فهو في حاله هذه كالأطرش في الزفة -كما يقول المثل- فلا منفعة جنى، ولا من صداع سلم، ولم يعد يقدر على التمييز بين زيف أو حقيقة.. أما من هو مدمن على قراءة ومتابعة الجرايد والصحف العربية وخصوصاً المحلية منها فهو في حالتين من أمره، فهو إما أن يكون متمتعاً ومتثقفاً بقراءة الصفحات الرياضية، والصفحات الفنية، وصفحات الشعر الشعبي، فحاله في غبطة وسرور. أما من هو اقتصادي ومتابع في بيع وشراء الأسهم، فهو في دوامة، وكأنه ريشة في مهب ريح عاصفة، فهو يترنح بين هذا المحلل وذاك. أما من هو مدمن على قراءة التحليلات السياسية، والقضايا الأدبية، والمشاكل الاجتماعية فهو في حيرة من أمره، فالتحليلات السياسية نقيض الواقع السياسي، والقضايا الأدبية وكتابها على حالها منذ عقود من الزمن، لا تبدل ولا تغير. أما القضايا الاجتماعية فأحوالها لا تسر من يتباعها، فهي من قتل وهروب وخطف واغتصاب.. والأمر كله لله، وهو من وراء القصد.
الرياض 011642 - ص.ب 087416
|
|
|
| |
|