Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/11/2006G Issue 12480مدارات شعبيةالاربعاء 08 ذو القعدة 1427 هـ  29 نوفمبر2006 م   العدد  12480
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

مدار الشمس
البلوتوث والقنوات الفضائية
رشيد الفريدي

يظل الشعر من أهم سمات العرب.. وله دور بارز وأثر بالغ في حياتهم.. فكم من بيت من الشعر أقام الدنيا وأقعدها.. وهناك الكثير من الشواهد والأحداث على مر العصور تؤكد أهمية.. بل خطورة الشعر، وإذا كان الشعر مفتاح القلوب فإن له تأثير السحر في إشعال نار الثأر والحقد.. فكم سمع صليل السيوف وصهيل الخيل بسبب بيت أو قصيدة لشاعر أحمق أو شاعرة مشؤومة.. وقد تكون القضية التي سببت هذا البيت أو القصيدة تافهة قالها شخص لا يدرك ماذا يقول وربما يعيش على هامش الحياة.

وقد أصبحت (البسوس بنت منقذ البكرية) مضرب المثل في الشؤم لأنها كانت السبب الأول في حرب دامت (40) سنة؟؟!! أكلت الأخضر واليابس لمجرد أن ناقتها (سراب) رعت في حمى (كليب) فرماها بسهم أصاب ضرعها.. فقالت الأبيات المشهورة التي استثارت بها ابن أختها (جساس بن مرة) فقتل كليب؟؟!!

وقد لا يعلم البعض أن هذه الفتنة والكارثة حدثت بسبب (7 أبيات) فقط وتصوروا مقدار الاستفزاز والتحريض.. وقد سميت الحرب باسمها.. وما جعلني أورد هذه القصة رغم شهرتها هو الوضع المأساوي الذي وصلت إليه أوضاع الشعر، حيث استغل البعض أحدث التكنولوجيا في وسائل الاتصال بشكل سلبي وتلوثت أسماعنا وعيوننا بمناظر يندي لها الجبين من (مقاطع) مؤذية وفي قمة الاستفزاز عبر مصيبة (البلوتوث) في أجهزة الجوال وفي بعض المواقع والمنتديات على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ومما يزيد الأمر سوءاً أن بعض المقاطع لشعراء معروفين سواء من شعراء النظم أو شعراء الرد.. وقد استمر الوضع بالتردي والانحدار إلى هاوية الخطر عندما قامت بعض القنوات التي تقوم على الشعر بالإساءة المباشرة وذلك بعرض محاورات (لا ترتقي) إلى مستوى النشر، بل إنها تحتوي على أبيات مفخخة تسيء بشكل صريح إلى بعض القبائل أو الأسر.. دون حياء أو رادع.. وتحول (فن المحاورة) الراقي إلى حلبات من الصراع والتنابز بالألقاب باسم المحاورة.. أصبحت بعض قنوات البث المباشر وعبر خدمة رسائل sms التي تعرض على الشريط المتحرك على شاشات تلك القنوات أشبه (بالكتابة على الجدران) حيث يحق لكل من هب ودب أن يرسل ما ينضح إناؤه به.. والعالم يشاهد تلك المهازل ولغة الشوارع إلى درجة أن بعض القنوات قد خصصت مساحة (للدردشة) التي تحتوي على مهاترات وعبارات نابية وبذيئة، بل أصبحت مسرحاً للعلاقات المشبوهة والغزل الفاضح تحت أسماء (مستعارة) وبعضها لا يتشرف من به ذرة من إيمان أو أدبب بالتسمي بها.. وقد يقول قائل: هل يعقل أن تصدر هذه السلوكيات من أبناء العرب؟ للأسف نعم.. وهل القنوات عربية؟ للأسف نعم، بل إن بعضها امتداد لمجلات مميزة ورائدة في مجال الأدب.. ويا ليت القائمين عليها لا يسيئون لأمجادهم السابقة، كما أن القنوات الجديدة التي مازالت في مرحلة (البث التجريبي) هي أخرى تحترم مشاعر وأذواق المشاهدين وأن يكون (الكنترول) على قدر من الدراية والمعرفة بحيث لا يمرر عليه بعض العبارات السخيفة ولا ينسى من يكتب مثل هذه (الملوثات) أن له عيوباً وللناس السن.. وليعلم أن هناك من يراه في سره وعلنه.. وأنه محاسب على ما يقول ويفعل.

قبل الختام

لقد أصبحت أجهزة الجوال أشبه بالقنابل الموقوتة التي يحمل بعضها تلك المقاطع وبالصوت والصورة.. وهي انتهاك لكل القوانين والقيم والأعراف.

وتذكروا أن فلذات أكبادنا في مختلف المراحل التعليمية.. قد يصبحون الضحية والمراهقون منهم بالذات في الوقت الذي أصبح الجوال مع (السائق والخادمة.. وتلميذ الابتدائي).

آخر المدار

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved