Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/11/2006G Issue 12480الرأيالاربعاء 08 ذو القعدة 1427 هـ  29 نوفمبر2006 م   العدد  12480
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

أحلام إسرائيل.. إقامة امبراطورية صهيون على أرض العرب والمسلمين
صلاح الزهراني

في الثاني من نوفمبر عام 1917 للميلاد، صدر الوعد المشؤوم من آرثر بلفور (وزير خارجية بريطانيا العظمى آنذاك) بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وسارعت دول أوروبية عديدة لتأييده وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا وأمريكا. وجدير بالذكر أن الذي صاغ هذا الوعد هو الصهيوني (حاييم وايزمان).
عند دخول الجيش البريطاني إلى القدس، والحرب العالمية الأولى تضع أوزارها، ترجل قائده (الجنرال اللنبي) قائلاً: اليوم انتهت الحروب الصليبية، وبعدها بثلاثة أعوام تقريباً دخل الجنرال الفرنسي (غورو) دمشق ووضع قدمه على قبر (صلاح الدين الأيوبي) وقال: (ها نحن قد عدنا ثانية يا صلاح الدين).
وعهد إلى بريطانيا بالانتداب على أرض فلسطين التي كانت جزءاً من الدولة العثمانية، وذلك لكي تضع وعد بلفور موضع التنفيذ، وبتواطؤ وموافقة عصبة الأمم دخل وعد من لا يملك لمن لا يستحق حيز التنفيذ، حيث قدمت إلى فلسطين لجنة يهودية برئاسة (حاييم وايزمان) خليفة (تيودور هرتزل) مؤسس الحركة الصهيونية العالمية، للتأسيس لإقامة الدولة العبرية.
وفرضت بريطانيا وصايتها على أرض فلسطين، وبدلاً من أن يحافظ الوصي على ممتلكات القاصر باعها سواء بثمن أو بغير ثمن للحركة الصهيونية العالمية، التي ساعدت بريطانيا وحلفاءها إبان الحرب العالمية الأولى، هذا ما يقولون، ولكن الحقيقة أنه بعد أن أدرك الغرب وجود بذور تنبت للقومية العربية كقوة فاعلة في هذا الجزء من العالم الذي يحتوي على الكثير من مصادر الثروة، وبعد انكسار موجات الحروب الصليبية على الساحلين الشرقي والجنوبي الشرقي للبحر المتوسط، قامت بريطانيا وحلفاؤها بالعمل على إجهاض ذلك الوليد المتعثر بغرس جسم سرطاني غريب هو إسرائيل في جسده، يستنزف طاقات الأمة، ويفرز في جسمها سمومه. ولم تكتف بذلك، فبعد ثورة يوليو 1952م ورفع راية القومية في مصر، سعى إلى تقطيع أوصال الوطن العربي الواحد، وبث الفرقة والخلاف. قد يسأل البعض كيف ذلك؟ والجواب بسيط: فالمشرق العربي كان خاضعاً إما للسيطرة البريطانية أو الفرنسية، والمغرب العربي كان خاضعاً إما لفرنسا أو إيطاليا، ولم تترك دولة من هذه الدول الاستعمارية فريستها إلا وقطعت منها جزءاً منحته لفريسة أخرى كمن يضع الألغام في طريق التوافق والإخاء، حتى إذا ما استقلت هذه الكيانات بدت بينهم الشحناء والبغضاء فلا تجتمع على كلمة سواء. ولولا حكمة ألهمها الله عقلاء هذه الأمة لتناحرت وتشرذمت.
والمتأمل لإعلان قيام الدولة الصهيونية العنصرية في المنطقة في الخامس عشر من مايو عام 1948م بشيء من التعقل، ليدرك أبعاد المؤامرة السافرة على العرب وأوطانهم وثرواتهم التي هي مطمع الغرب، فهي ترسيخ للوجود الغربي ونفوذه في المنطقة في شكل دولة من المستوطنين الغرباء عن الأرض بعد أن فشلت حملاته الصليبية في استلابها ووضع اليد عليها ومن ثم على ثروات المنطقة العربية، فقد استطاعت الحركة الصهيونية العالمية أن تستفز التعصب الديني لدى الصهاينة من اليهود تارة، وتقدم التسهيلات والوعود البراقة والحوافز المادية أخرى لتستجلبهم لوضع اليد على ما ليس لهم من أرض العرب والمسلمين. ولأنها جسم غريب في المنطقة ملفوظ من الجميع، عززت وجودها وكيانها بكافة أشكال القوة الغاشمة، واستحلت ما حرمته الشرائع السماوية والدولية، وجمعت من أسباب القوة المادية ما جمعت ظناً منهم أنهم شعب الله المختار كما صور لهم المدلسون، ونسوا أن وعد الله حق، وأن أرض الديانات أرض رباط إلى يوم القيامة، وأنهم إلى حتفهم يسعون لا محالة.
والمتأمل لطبيعة هذا الكيان الصهيوني يدرك ولأول وهلة أنها دويلة تقوم على التمدد عن طريق زراعة المستوطنات في ممتلكات الدول المجاورة ومن ثم تدعي فيما بعد أن لها حقاً تاريخياً في هذه الأرض وتضمها إلى رقعتها التي أصبحت تتزايد يوماً بعد يوم بفضل ما منحه لها الغرب من امدادات عسكرية من أفراد وعتاد وأموال، بل وامتدت المساعدة إلى ما يسمى بالتأييد السياسي، بل وتكميم أفواه كل من أراد أن يصرخ في وجه الباطل أو يقول كلمة حق.
والشبه كبير بين الديناميكية التي بدأ بها إنشاء هذه الدولة العنصرية وطريقة ترسيخ وجودها وأطوار نشأة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بدأت على شكل مستوطنات أو مستعمرات أقامها المهاجرون من أوروبا، على ممتلكات السكان الأصليين، مستغلين الفجوة الحضارية تارة والقوة الغاشمة تارة أخرى، إلى أن تمت لهم السيطرة على البلاد، ومن بقي من السكان الأصليين نفوهم خارج المدن وحولوهم إلى شعب بائس فقير. نفس النهج والمنوال هو ما تحلم به إسرائيل، فقد بدأت كذلك وتطمع أيضاً في تحقيق ذلك، وإلا لماذا حتى الآن لم تعلن إسرائيل حدودها الدائمة خاصة بعد أن حصلت على اعتراف معظم جيرانها.
والمتأمل لطبيعة الأحداث التي تمر بها الأمة العربية على مر التاريخ منذ إنشاء دولة إسرائيل حتى الآن يلمس إلى أي مدى كان وجود هذه الدولة العنصرية نقمة على العرب والمسلمين وكأن الغرب الذي أقام هذا الكيان الزائف يأبى إلا أن يستمر، حتى تبقى لهم السيطرة على مقدرات العرب، فيبيعونهم المواقف السياسية والسلاح مقابل مقدرات شعوبهم المتطلعة إلى التنمية والبناء والتطور.
حتى الشريك الأساسي فيما يسمى بعملية السلام، بدا انحيازه سافراً، فهل لأهل الحلم والفطنة أن يتعلموا الدرس وألا يعتمدوا إلا على الله ثم على سواعدهم في انجاز ما هم منجزون.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved