هل نحن (فعلاً) لا نُشعِر الفصول الأربعة بأهميتها، فهي تأتي وتذهب على استحياء شديد..
حيث لا تجد من يستقبلها، أو يترقب حضورها على قارعة طريق القدوم.. فأضحت الخيبة مبرية على حد تعبير (أسير الشوق - نواف بن فيصل):
عودي المبري بقى به من عطايا الوقت روح
وفصل خامس حايرٍ بين الفصول الأربعة
عندها لسنا بحاجة لفصل خامس يعاني الحيرة بين فصول أربعة تجيء وتذهب متوشحة السواد خجلاً من عدم ترقبها، أو الاحتفاء بها..!!
***
في المرحلة المتوسطة درسنا في اللغة الإنجليزية الفصول الأربعة، وعبِّر عن حالها بالصور..!!
- ثلج يندف تصنع منه القلاع والقصور ثم تترك للذوبان..
- ورق شجر أصفر فتساقط على الأرض..
- جمع أطفال يلهون بالكرة في نزهة خرجوا فيها مع أهاليهم..
- عرق ينز من الجباه والوجوه لأن الشمس حارقة..
في المرحلة المتوسطة حفظنا أسماء الفصول الأربعة ال(FOUR SEASONS) باللغة الإنجليزية غيباً (SUMER -WINTER - AUTUMN - SPRING).. انطبعت في أذهاننا الصور.. ولكن كيف هي فكرتنا الآن عنها..؟؟!! لماذا تأتي وترحل دون أن نشعر بها؟ من المسؤول عن غياب الشعور؟ نحن..أم هم!!؟
الخريف - الربيع - الشتاء - الصيف..فصول ارتبطت فقط بالعمر..!!
خريف العمر، وربيعه..
شتاء العمر، وصيفه..
لم يخرج الطلبة بعد لرؤية أوراق الشجر وهي تتساقط في الخريف..!!
لأنهم لا يعرفون متى يأتي.. لا أرض تخضرّ مع الربيع أمام التمدد العمراني، وحساسية الصدر والأنف من النباتات والأشجار.. أما الثلج فنادر السقوط.. لذا لن نراه يندف كالعهن المندوف.. والسحب البيضاء الملبدة بها السماء.. الصيف نخشاه ونحتاط له بالتكييف..!! ولكن كيف يأتي ومتى؟ وفي أي شهر بالتحديد..!!؟
***
ذكر علماء الفلك أن الفصول مرتبطة بانقلابات حركة الشمس الظاهرية بالنسبة للأرض.. وكذلك بالاعتدالين الربيعي والخريفي.. ومرتبطة أيضاً بميل محور دوران الأرض على مستوى مدارها حول الشمس..!! فهل تم تبسيط هذه المعلومة للأذهان، أذهان العامة بالذات ليستوعبوا ما ذكره علماء الفلك..؟؟!!
الاعتدال الربيعي والاعتدال الخريفي يؤذنان ببداية الربيع والخريف، حيث تكون الشمس متعامدة تماماً مع خط الاستواء.. وفي 20 و21 مارس من كل عام يتمتع نصف الكرة الشمالي بقدوم الربيع، ويستعد نصف الكرة الجنوبي لاستقبال رياح الخريف الباردة.. ويتغير الحال في 22 أو 23 سبتمبر من كل عام، حيث يأفل الصيف في نصف الكرة الشمالي وتنقشع قشعريرة الشتاء في نص الكرة الجنوبي لتفسح المجال أمام الربيع القادم...!!
فمن يفسح للأذهان الاستيعاب والترقب..؟؟!! لو واصلت سرد آراء علماء الفلك أكون بذلك أثقل أذهاناً هي إلى الهشاشة أقرب.. وسترتفع حرارة القارئ.. لا حرارة الجو، علماً بأن حرارة الجو (حسب رأي علماء الفلك) لا تعتمد فقط على كمية الحرارة الممتصة من الشمس، ولكنها تتأثر أيضاً بكمية الحرارة المفتقدة من الأرض والمحيطات..!! فماذا عن ما افتقد منا من وعي بفصول السنة، مجيئها، وذهابها..!! ووعينا فقط أن الشباب (ربيع العمر).. والكهولة (خريفه).. فهل قرأنا رواية (حكاية الفصول الأربعة) 2004م ل(محمد جبريل).. وهل وقف فيها على ما يمنح الفصول قدرها..!!
وعندما أنتج التلفزيون السوري مسلسل (الفصول الأربعة) عام 1999م.. أظنه قصد بها فصول العمر لا (الفور سيزنز) التي امتدت شهرتها الآفاق كسلسة فنادق عالمية حملت على كتفها أكثر من خمسة أنجم.. الفصول الأربعة تشكو القطيعة.. مما دفع الفنان التشكيلي (عبد الحميد بنعلي) إلى إقامة معرض للفصول الأربعة.. ولا أدري إن كان لفنانينا التشكيلين سابقة إقامة توأم لهذا المعرض هنا..؟؟!!ما أعرفه أن الشاعر الدكتور: حمد العصيمي كتب قصيدة (سيدة كل الفصول الأربعة).. منها: