| |
تمر بنا الأيام محملة بالأخبار السارة تارة وبالأخبار المحزنة تارة أخرى، ولكن وقع الأخبار المحزنة على النفس كبير، وأثرها باق وتأثيرها طويل خاصة عندما نفقد أخا حبيبا أو صديقا عزيزا أو قريبا غاليا، فنتألم لفقده، ونحزن لفراقه، ونسأل الله العلي القدير له الرحمة والمغفرة. بالأمس القريب فقدنا أخا عزيزا علينا، قريبا من قلوبنا، ذلكم هو الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالرحمن الجمعة، أحد منسوبي مدرسة عوف بن الحارث المتوسطة بالرياض، حيث انتقل إلى رحمة الله قبيل مغرب يوم الثلاثاء الموافق 23-10-1427هـ، عن عمر قارب الأربعين عاما. كان رحمه الله يعاني في الأيام الأخيرة من اشتداد وطأة الألم والمرض عليه، لكنه كان صابرا محتسبا يقابل الجميع بابتسامته المعهودة وبمحياه السمح، وبوجهه البشوش. كان رحمه الله محبوبا من قبل الجميع، لدماثة أخلاقه وحسن تعامله، وطيب سيرته، وصفاء سريرته.. أحبه جميع منسوبي المدرسة رغم قصر فترة علاقة البعض به. كان رحمه الله حريصا على الالتزام بأمور دينه، محافظا عليها رغم ما يعانيه في الأيام الأخيرة من المرض، ومن المبادرين إلى الحضور إلى المدرسة مبكرا، اسمه يتصدر دائما قائمة سجل الحضور، ورغم تعاون منسوبي المدرسة في التخفيف عليه من أعباء العمل تقديرا منهم لظروفه الصحية إلا أنه - رحمه الله - كان يحاول دائما ألا يشعرهم بما يعانيه. لقد فقدت متوسطة عوف بن الحارث بفقد أبي عبدالرحمن محمد الجمعة - رحمه الله - أخا حبيبا وزميلا عزيزا ورجلا صابرا محتسبا مؤمنا بقضاء الله وقدره. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وجمعنا بك ووالدينا وجميع المسلمين في جناته جنات النعيم.. وألهمنا وذويه عظيم الأجر والمثوبة وجميل الصبر والسلوان. كما لا يفوتني أن أدعو الله العلي القدير أن يجزي الإخوة الزملاء في المدرسة خير الجزاء على ما قدموه من وقفات جادة ومشاعر صادقة ودعوات مخلصة لأخيهم إبان حياته أو بعد مماته - رحمه الله -. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
|
كان مثالاً حياً للأخلاق الدمثة العقيد حسن الشهري إلى جوار ربه د. علي بن محمد الحماد - الموجه الشرعي في القوات المسلحة
|
|
|
| |
|