| |
بين المعلم والطالب سلمان بن عبدالله القباع
|
|
مرحلة التعليم من أهم المراحل في حياة الإنسان. وحيث إن سلاح التعليم هو السلاح الواقي من الفراغ والوسيلة الكبرى لنيل الوظيفة فلا بد من العمل الدؤوب لهذه المرحلة والجد والاجتهاد لها. كنا في السابق وخاصة في المراحل الأولية من مراحل التعليم نعطي الاحترام الواسع للمعلم من حيث الإنصات ولم تولد تلك المعاملة من فراغ بل سطرها المعلم من نفسه وغرست لدى الطالب من حيث الهيبة والاحترام. نستمع لما يتفوه به وننصت لحديثه، كانت الشدة ملازمة له بصفة يومية وهي وسيلة أجبرتنا وأجبرت الغير لإعطاء المعلم كل التقدير. نعم هناك اختلاف واضح ما بين المعلمين قبل فترة ليست بقصيرة وبين المعلمين حالياً، حتى توجهات وأفكار بعض المعلمين حديثي العهد لا يوجد لديهم أي اهتمام ولا مبالاة إلى كتابة هذا المقال، (مربي الأجيال معدومة من قاموسه، لا يفكر سوى في الأجر الشهري)!! قبل سنتين تقريباً كتبنا (مقالا) عبر هذه الصفحة عن المعلم ورسالته التعليمية نحو الأبناء ووضحنا من خلال المقالة الواجبات الحتمية المراد تطبيقها بحذافيرها للتعليم خاصة والطالب بصفة عامة. نسمع كثيراً ونقرأ عبر الصحف عن وضع المعلم مع الأبناء والسلوك المشين من الطالب نحو معلمه، قد يكون هناك أسباب دعت الطالب بالعمل غير المرضي من الطالب لاتخاذه لتلك الأعمال من ضمنها البيئة الاجتماعية المحيطة به من سوء التربية من قبل والديه وخاصة الأب ثم الصحبة (رفاق السوء) الذين يمهدون له الطريق لتنفيذ تلك الأعمال. هناك قصور من قبل المعلم من جهة وأيضاً من قبل الطالب من جهة أخرى! فالمعلم في الآونة الأخيرة يذهب يومياً إلى المدرسة باسم معلم ليس إلا وهذه الطامة الكبرى، ويتصرف بتصرفات غريبة مثل وضع (الشماغ) على الكتف عند النزول من السيارة مستعداً لدخوله إلى المدرسة، وهناك من يشعل سيجارته أمام الباب الرئيسي والطلاب أمام عينيه! انظروا إلى منظر هذا المعلم والانعكاس والنظرة السيئة من قبل تلاميذه! وهناك من يتحدث مع زملائه عبر الجوال ويقطع حديثه مع الطلاب للتفرغ لرنين الجوال والإنصات لما هو أقل أهمية! كثير من التصرفات والتي تسجل في ملف كل معلم ولكن أين الرقيب؟ يتخرج المعلم في الجامعة وبعد فترة قصيرة يتم تعيينه في إحدى المدارس سواء داخل المدينة التي يقطن بها أو بالمحافظة القريبة لمدينته، لا تكمن المشكلة بالتعيين بقدر ما تكمن بكيفية الخوض والاندماج بالجو التعليمي، لا يوجد هناك أي توجه أو آلية بكيفية انخراط المعلم بالتعليم والأخذ بيده، وانعدام الدورات التي تسبق تعيينه وعدم تثقيف المعلم بأساليب وسياسة التعليم، فمع وجود الدورات من شهرين إلى أربعة أشهر بعد تخرجه في الجامعة ولديه الرغبة في التدريس لا بد من أخذ الدورات والتي تعينه وتساعده على التدريس، وقد تكون الدورة (اجتماعية) أكثر مما تكون علمية من كيفية معاملة الطالب وكيفية توصيل المادة العلمية إلى أذهان المتلقي ومن هذا المنطلق نكسب معلمين أكفاء يلبون الفراغ الذي نعيشه في الوقت الحالي، ليس فراغا من قلة المعلمين ولكن الفراغ الحاصل من سوء توصيل المادة العلمية للطالب من قبل المعلمين وفقدان الثقافة لدى الطالب. نعم يوجد هناك الموجه والمفتش ولكن دوره مفقود من حيث الرقابة الفعلية للمعلم وهو يلقن الطالب الدروس المطلوبة، وهناك أيضاً فقدان التقارير الشهرية ودخول (الشفاعة) من قبل الموجهين لصالح المعلم وهنا تكمن الخطورة وبداية الفشل للمعلم. ونحن مع بداية الإعداد الفعلي للحوار الوطني والذي سوف ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يوم السبت الموافق 13 من شهر شوال 1427هـ بمدينة الرياض ومحافظة الظهران لهو امتداد للمراحل السابقة وسوف يكون عنوانه التعليم وتطويره وسوف يلتقي 500 معلم لنقاش سبل التعليم ومراحله ولا بد من وضع النقاط المهمة والأهداف للنهوض بالتعليم لدينا. فالطالب خاصة بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة يمر بمرحلة (المراهقة) ومن المفترض ان المعلم يكون لديه الإدراك بأن الطالب في الوقت الحالي مختلف كثيراً عن الطالب في الوقت السابق لعدة عوامل منها توفر سبل الترفيه والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة له ولا بد من ربط هذه المرحلة مع التعليم والمزج بينها بأسلوب تعليمي وأسلوب تربوي فالمعلم لا بد أن يعطي من وقته من إلقاء الدروس التربوية للطالب مع الدروس التعليمية وفتح ونشر ثقافة التعليم لدى الطالب وتوجيهه بما يفيده علمياً ويفيده اجتماعياً.
|
|
|
| |
|