Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/11/2006G Issue 12472رأي الجزيرةالثلاثاء 30 شوال 1427 هـ  21 نوفمبر2006 م   العدد  12472
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

كود البناء

دوليات

متابعة

محاضرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تبرير المذابح وتزوير الحقائق

تترسخ لدى إسرائيل قناعة متزايدة بأنها يمكن أن تواصل عدوانها وتقتل الفلسطينيين يومياً، لكنها تستنكر بشدة أن يطلق الفلسطينيون بضعة صواريخ عليها، وهي تكتسب هذه القناعات بسبب تقاعس المجمتع الدولي عن التعامل معها بالطريقة الحازمة، فهي في ذروة عدوانها على غزة وارتكابها المذابح اليومية، وآخرها مذبحة بيت حانون، وجدت من بين الدول الكبرى من يبرر اعتداءاتها ويلتمس العذر لمذابحها باعتبار أنها مجرد إجراءات للدفاع عن النفس.
ووفقاً لهذا المفهوم فقد كانت رسالة وزير الحرب بيريتس شديدة اللهجة والمليئة بالتهديدات للرئيس الفلسطيني بضرورة حمل المقاومة على وقف إطلاق صواريخها على جنوب إسرائيل، فهو لم يكتف بإرسال طائراته يومياً لقصف العزل في غزة ولكنه أجاز لنفسه إصدار الأوامر للسلطة الفلسطينية لكي تقمع أبناءها من أجل أن تنعم المستوطنات بالسلام.
ولا تأتي المطالبة بوقف إطلاق الصواريخ من إسرائيل فقط فهناك من بين أفراد الأسرة الدولية من يتبنى هذه المواقف ويحاول أن يبتسر كامل القضية الفلسطينية في مجرد إطلاق الصواريخ متناسياً شروط التسوية والاستحقاقات التي يتعين على إسرائيل أن تدفعها.
وهكذا فإن الافتراءات الإسرائيلية مشفوعة بالتبريرات المتراكمة لاعتداءاتها تنحو باتجاه ترسيخ (حق) إسرائيل في الضرب والقصف مع تحجيم قدرة الجانب الآخر على رد الفعل أو مجرد رفع الصوت بالاحتجاج، وفي كل ذلك ما يهدد ليس سلام المنطقة فقط بل سلام العالم ككل، فالمثال المتحقق، ربما يحفز الكثيرين على اتباعه، ومن ثم تترسخ مفاهيم جديدة في العلاقات الدولية، تتيح للأقوى فرض مرئياته التي تحقق مصالحه ولو على جثث وحقوق الآخرين.
إن حالة اليأس والاحباط المترتبة على هكذا سياسات ستسفر فقط عن تعقيد أي مسعى للسلام، فكل المحاولات التي تستهدف التسوية إذا انبنت على مثل هذه المعطيات الظالمة فهي إنما ترسم نهايتها بنفسها ولن يكتب لها النجاح، وذلك على الرغم من أنها تتم تحت عناوين البحث عن السلام، بينما الواقع يقول إن مثل هذه المحاولات إنما هي لإخضاع الشعب الفلسطيني وانتقاص حقوقه بما فيها حقه في دولته واستعادة أراضيه. ومن المؤكد انه يمكن تجنيب المنطقة الكثير من التوترات، وإفشاء قدر من الأمل، ليس في فلسطين وحدها، وإنما في كامل أنحاء المنطقة، إذا تمت استعادة بعض الثقة في إمكانية تجاوز المعضلات القائمة ومنها بصفة خاصة هذه المعاملة التفضيلية لاسرائيل حتى وهي ترتكب المذابح المتتالية، وسيكون من المهم التصدي لهذه العنجهية الإسرائيلية بالطريقة الحازمة التي من شأنها تذكيرها بأنها ترتكب جرائم ضد الإنسانية وذلك من خلال تحميلها التبعات القانونية لهذه الجرائم، وإلا فإن إسرائيل ستجد أنها في حل من أي التزام حتى وإن ارتكبت أفظع المجازر.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved