رعاية كريمة لمسابقة عظيمة
معالي الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد(*)

مَنّ الله جل وعلا على هذه البلاد بنعم عظيمة وآلاء جليلة من أبرزها وأعظمها، أجلها وأعلاها أن وهبها ولاة أمر يحكمون بشرعه ويحتكمون إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وشرفهم برعاية بيته الحرام ومسجد رسوله سيد الأنام صلى الله عليه وسلم.
لقد كان من أولويات ما عني به ولاة المملكة العربية السعودية تعليم كتاب الله تعالى وتعاهده والعمل وفق توجيهاته منذ العهد الأول لهذه الدولة المباركة إلى يومنا هذا، فكان المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله يتعهد هذا الكتاب العظيم ويترسم نهجه وأحكامه في شؤونه العامة والخاصة وسار على نهجه من بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، ثم واصل المسير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز معظماً كتاب الله سبحانه، عاملاً به، بل قال حفظه الله في بيانه للأمة حين بايعته إماماً للبلاد: (أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوري والإسلام منهجي).
لقد وفق المولى سبحانه خادم الحرمين الشريفين بذلكم التأكيد على هذا الدستور وذلكم النهج في كلمات لامست القلوب حباً وامتناناً لرجل الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولقد كان حفظه الله ينشد العدل ويوصي رجال الدولة به منذ أن حمل على عاتقه المسؤولية وتحمل النظر في شؤون العامة وما يصلح أحوالهم، بتفقده لهم، ورعاية شؤونهم، والسعي للرفع من شأن هذا البلد المعطاء على الصعيدين الدولي والداخلي، كما أنه يحفظه الله من المتابعين لشؤون الدولة متابعة نابعة من حس المسؤولية وحمل الأمانة، وكان من أبرز اهتماماته يرعاه الله عنايته بكتاب الله جل وعلا.
وإن من مظاهر تعظيم خادم الحرمين الشريفين كتاب الله رعايته الكريمة لهذه المسابقة القرآنية التي ينظمها جهاز الإرشاد والتوجيه في الحرس الوطني، والتي تكفل - يحفظه الله - بإقامتها على نفقته الخاصة، مدللاً على تلكم العناية الخاصة التي يوليها - رعاه الله - لكتاب الله الكريم وتشجيع الساعين لحفظه، وتربية النشء على آدابه وأخلاقه.
فأسأل الله سبحانه أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يكتب له الأجر والمثوبة لقاء ما يقدمه من أعمال جليلة لهذا الدين في هذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.