Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/11/2006G Issue 12472متابعة الثلاثاء 30 شوال 1427 هـ  21 نوفمبر2006 م   العدد  12472
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

كود البناء

دوليات

متابعة

محاضرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

المسابقة تنافسٌ مباركٌ في أشرف ميدان
معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ(*)

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد إمام المتقين وآله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فيظل الحديث عن القرآن الكريم حديثاً ماتعاً لا يمل، وذكراً جميلاً لا يزيده التكرار إلا جمالاً وجلالاً، وهذه إحدى خصائص هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله هداية للعالمين وشفاء لما في الصدور ودليلاً يهدي إلى صراط الله المستقيم.. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} وقال سبحانه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} وقال جل وعلا: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
ولئن كان هذا القرآن العظيم مخاطباً به جميع الثقلين (الإنس والجن)، فإنه لا ينتفع به إلا من فتح لهدايته قلبه وأقبل عليه بصدق وتجرد.. قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}.
وقال سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}.
وكلما قويت الصلة بالقرآن الكريم تلاوة وتدبراً وعملاً زاد أثره في صاحبه نوراً في البصيرة وطمأنينة في القلب وانشراحاً في الصدر وصحة في البدن وتوفيقاً في الأمر وصلاحاً في الحال وبركة في الرزق وسداداً في الرأي ووقاراً وهيبة في الشخصية ومضاء في العزيمة وثباتاً في المواقف وحسناً في التصور وإصابة للحق وتلذذاً بالعبادة وإقبالاً على الله ومعرفة به - سبحانه - ورحمة بخلقه وحرصاً على نفعهم.
يتلوه العالِمُ فلا يشبع منه ولا يمل من ترداده، ويتلوه العامي فلا يستعصي عليه فهمه، وهذا مصداق قوله جل في علاه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
وهذا وغيره يحفز على الاهتمام بالقرآن الكريم على جميع المستويات الرسمية والأهلية والشخصية، بما يعين على مدارسته وتلاوته وحفظه وتدبر معانيه ودعم البرامج والأعمال التي تحقق ذلك. وإن من نعم الله تعالى على هذه البلاد المباركة أن جعلها سبّاقة إلى أعمال الخير، ومنها ما يتعلق بالقرآن الكريم والعناية به وتشجيع حفظه ونشر علومه وتهيئة أسباب ذلك ومنها إقامة عدد من المسابقات القرآنية المحلية والدولية، ومنها مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تعقد هذا العام في دورتها الرابعة.
وهذه المسابقة وأخواتها تعلن بجلاء أن ولاة أمر هذه البلاد يحرصون غاية الحرص على تعزيز روح التمسك بهذا الدين ونشر الخير في المجتمع وتشجيع كل مريد خيراً وتبني كل عمل يوصل إلى الخير ويعين عليه.
وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - له جهود عظيمة في أعمال الخير، وهذه المسابقة واحدة من مآثره الكثيرة وحلقة في سلسلة عطاءاته المتجددة، وهي امتداد لأعماله الخيّرة وترسيخ لسمة من سمات ولاة الأمر في هذا الوطن العزيز في التنافس على الخير ودعم مؤسساته ورعاية برامجه، وهو تأكيد للنهج الإسلامي الذي تأسست عليه هذه الدولة - أدام الله عزها - وما يتمتع به قادتها من إدراك عميق لأثر القرآن الكريم في تزكية النفوس وتهذيب الأخلاق وتوجيه السلوك وتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي.
وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه المسابقة المباركة التي تستثمر أوقات الشباب في الخير وتوجه اهتمامهم إلى التنافس فيه بما يصرفهم عن مزالق الانحراف ومسالك الإجرام والإفساد والإرهاب، وما أحوج النفوس إلى القرآن الكريم تتلو آياته وتتدبر عظاته تجلو به صدأها وتذهب به أحزانها وتزيل به همومها وغمومها وتحل به أزماتها وتستشفي به من أدوائها وأمراضها وتضبط به انفعالاتها وتحقق به السكينة والأمان الداخلي.. فإن أعظم علاج لأدواء النفوس وأمراض القلوب والأبدان ونوبات القلق والتوتر والاضطرابات النفسية ما يعود على الإنسان بالاستقرار في حياته الأسرية والعملية وعلاقاته الخاصة والعامة.
أسأل الله جل وعلا أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خير الجزاء وأن يمده بعونه وتوفيقه، كما أسأله أن يحفظ هذه البلاد من كيد الكائدين وأن يعيذها من سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق الجميع إلى ما فيه رضاه وما فيه صلاح البلاد ونفع العباد.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(*) وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved