| |
بلغوا عني ولو آية معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ(*)
|
|
أكرم الله هذه الأمة بأن أنزل القرآن الكريم فيها ليكون المصدر الأول للتشريع.. وجعله - بما حواه من محكم الهدى - دالاً على سبل الرشاد حتى يثبت في النفوس عقيدة الإيمان، حاثاً كل ذي عقل - من الثقلين - على التدبر في محكم آياته، قال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، ومعيناً لكل ذي لب على الوصول إلى حقائق الكون والتي أثبتت الحقائق العلمية الحديثة أن القرآن الكريم كان له السبق في ذكرها واكتشافها، وأنه - أي القرآن - جعل من هذه الحقائق معجزات جديدة تبين أنه تعالى قد أحكم تنزيل كتابه الكريم وهيأه لأن يصلح لكل زمان ومكان، وجعل من هذه الآيات رداً بليغاً على كل من اعتقد بأن القرآن جاء بمعجزة لغته فقط حين تحدى الله قريشاً وفصحائها بأن يأتوا بمثله في جزالة لفظه ودقة معناه. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن ضمن حفظ كتابه الكريم من التحريف والتبديل فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وذلك حتى تكون عقيدة المؤمن راسخة لا يخالطها الشك أو الريب مما يتيح له الوصول إلى أسمى درجات الطمأنينة وتحقيق الأمان الروحي المنشود، وحتى يكون ختاماً لكتبه وهادياً لخير أمة أخرجت للناس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي). لذا كان حرياً بنا أن نقوم على حفظه وتدارسه وتدبر معانيه واكتشاف إعجازه العلمي مع الأخذ بتعاليمه وتطبيقها على جميع مناحي الحياة، وأن نجعله - بتلاوته وحفظه - خير زاد ليوم المعاد حتى يكون لنا - بإذن الله - شاهداً وشفيعاً. ونحن اليوم إذ نشهد تواصل البذل والعطاء عبر إقامة مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والذي تكفل حفظه الله بإقامة هذه المسابقة المباركة على نفقته الخاصة بإشراف جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني لتكون شاهداً جديداً ودورة تضاف لمنظومة خدمة هذا الكتاب العزيز، وما يحظى به وحفاظه من اهتمام ورعاية وتقدير ولاة الأمر - حفظه الله - والذين قاموا بخدمة دين الله ورعاية المسابقات في الكتاب والسنة وكل ما من شأنه نشر العقيدة الصحيحة، آخذين على أعتاقهم القيام بتبليغ الرسالة التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأدائها بقوله صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية) ومساهمين في ذات الوقت - بالجهد والمال - في نشر هذا الهدي الرباني إلى جميع أقطار الأرض، ففي الداخل نشهد، وبحمد الله تعالى العناية الفائقة بالناشئة عبر إقامة حلق الذكر بالمساجد وإقامة المسابقات لحفظ القرآن الكريم على مستوى كافة مناطق ومحافظات المملكة، إضافة إلى إنشاء ودعم مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وقد توج ذلك الأمر بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وإذا نظرنا إلى جهد هذه الدولة المباركة في الخارج نجد الجهود العظيمة في نشر الدعوة إلى الله سواء عن طريق طباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه وتوزيع نسخ مجانية منه على المسلمين في أصقاع العالم، أو عن طريق إرسال الدعاة إليهم، وبناء المساجد والمراكز الإسلامية وغيرها دعماً لوحدة صف المسلمين وتعليمهم أمور دينهم. وفي الختام لا يفوتني أن أزجي الشكر لراعي هذه المسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولجميع القائمين عليها ولكل من يسهم في نشر دين الله - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
(*) وزير العدل
|
|
|
| |
|