اعتبرتها أداة ضغط سياسي وليست لكشف الحقيقة والمجرمين
سوريا: مسودة تشكيل محكمة الحريري سيف مسلط على رقاب جهات عربية

* دمشق - (د.ب.أ):
انتقدت سوريا مسودة المشروع الخاص بتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي المعنية بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قائلة: إن صيغة المسودة ستشكل (سيفاً مسلطاً) على أي جهة عربية لا تتفق سياساتها مع بعض توجهات بعض القوى الدولية.
وقال سامي الخيمي السفير السوري في بريطانيا في تصريحات نشرت أمس الأحد: إن الانتقادات لهذه المسودة (التي تسرعت حكومة فؤاد السنيورة بإقرارها مؤخراً رغم العيوب الكثيرة) لا تستهدف مبدأ المحكمة (وإنما على صيغة المسودة التي إذا أقرت فإنها ستصبح سيفاً مسلطاً على لبنان وسوريا والمقاومة وكل جهة عربية لا تتوافق مواقفها السياسية مع بعض القوى الدولية).
وأضاف الخيمي في مقابلة مع صحيفة الثورة الرسمية نشرته في عددها الصادر أمس بالقول: إنه (لا بد من الإشارة إلى أن سوريا هي المستفيد الأول من الوصول إلى الحقيقة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ولكن الإسراع بإنشاء المحكمة وتسليمها زمام الأمور قبل انجلاء الحقيقة وانتهاء التحقيق سيجعلها أداة ضغط سياسي على لبنان وسوريا أكثر مما يجعلها أداة لكشف الحقيقة والمجرمين).
ومضى قائلاً: (من الطبيعي أن نستغرب السرعة في إقرار مسودة المحكمة دون الاهتمام بنقاط أساسية مثل الصلاحيات المبالغ فيها للمدعي العام الدولي ولقاضي البداية وغيرها).
ومن جهة أخرى، قال الخيمي: إن (العلاقة غير الودية مع بعض الأطراف في فرنسا تراوح في مكانها. ويمكن القول: إن المحكمة الدولية الخاصة بالحريري إذا لم يعدل نظامها هي آخر خرطوشة في مشروع الشرق الأوسط الجديد لجعلها سيفاً مسلطاً على لبنان وسوريا ولا نتوقع قبل فترة من الزمن عودة الأمور إلى طبيعتها).
وتوقع السفير السوري لدى بريطانيا أن تستمر فترة الجمود في التعامل ما بين بلاده وفرنسا لارتباط ذلك (بالوضع اللبناني والموقف الذي اتخذته فرنسا في هذا الشأن وهناك صعوبة للوصول إلى فهم واضح حتى الآن لسلوك فرنسا التي تعمل على حصر علاقاتها بمجموعات تحاول الاستئثار بالسلطة وتزيد من الاحتقان المذهبي في لبنان).
وشدد الخيمي على أن (الخلاف مع فرنسا يحتاج إلى مزيد من الحوار العميق والهادئ) قائلاً في الوقت نفسه: (لا يمكن الاستغناء عن فرنسا وذلك مرتبط بتطور الأحداث وعودة السياسة الفرنسية للنظر للأمور والأحداث من جوانبها المختلفة وليس فقط من جهة واحدة).
ومن جهة أخرى حذّر السفير السوري من (أن أي مغامرة إسرائيلية ضد سوريا تعني في الواقع تدميراً شاملاً في الشرق الأوسط وتكون إسرائيل تزرع بنفسها بذور دخولها في حرب لا نهاية لها).