منذ أن عرفنا سمو الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة نجران بعد تعيينه أميراً لهذه المنطقة العزيزة علينا جميعاً وتعرفنا على تاريخه البطولي كأحد نسور الجو السعودي الذي شهر في سماء الوديعة في آخر الستينيات الميلادية كنا نقرأ البطولة والفداء في شخص هذا الأمير الفذ الذي تغلب عليه السماحة والبشر حيث جمع بين قوة الرجل العسكري الذي يسبح في بطولاته مع الجو وبين المسؤول الاداري والديناميكي الناجح ولعل ما ذكرني هذه البطولات التي اعتنقها هذا الأمير الشهم منذ شبابه ما عرج عليه شاعر حفل أهالي نجران الشاب عبد الله عبيان اليامي في الحفل الذي اقامه أمير وأهالي المنطقة للاحتفاء بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده خلال زيارتهما التاريخية لنجران حيث قال في أحد أبيات قصيدته التي جسد فيها مشاعر أمير المنطقة وأهاليها نحو مليكهم:
يرحبك اللي ما عرف وجهه التكشير |
أمير يسوق الخير والناس كاسبها |
شلع في الوديعة واعتلى والشرار يطير |
وشهر مشعل بن سعود في الجو واعجبها |
هنا تذكرت بسالة وشجاعة الأمير مشعل بن الملوك الأماجد تذكرت كيف كان جندياً مخلصاً لتراب هذا الوطن كيف كان من نسور الجو الذين لا يخافون الموت وهم يشهرون كالصقور في سماء المعركة للدفاع عن الأرض والوطن ومن الصدف أن يكون أميراً على المنطقة التي دافع عنها والمذهل ليس شجاعة وبطولة هذا الأمير الشهم السمح إنما المذهل ان تتعانق صلابة الرجل العسكري بما فيه من حدة وقوة مع سعة أفق الرجل الاداري والتنموي والتي قل أن تتحد هاتان الصفتان وهذا متعارف عليه عالمياً ولعل المتابع لتطور منطقة نجران بعد أن تسلم امارتها أبو فيصل يدرك مدى ما حققته المنطقة على يديه وبنتاج فكره وادارته من تقدم وتطور والأدهى من ذلك ليس تطور المرافق ولا البنية التحتية وإنما تطور الانسان وثقافته وانصهاره في بوتقة التطوير الشاملة التي يقودها أمير المنطقة بحسه الاداري وسعة أفقه الفكري لتحويل نجران (الأرض والانسان) إلى مجتمع متمدن ومنتج اسوة بجميع المناطق التي عاشت التطوير بوقت مبكر ولعل كل متابع يعرف ان الطريق لهذا أمام أمير المنطقة ليس مفروشاً بالورود بل يعتريه شيء من العقبات تجاوزها مهندس تطوير نجران وباني نهضتها بفضل جهوده وسواء أبناء المنطقة الذين رأوا في أميرهم المثل الذي يحتذى والعطاء الذي لا ينضب حيث اعطى كل ما يملك من الجهد والوقت والحب ولعل الصورة الناصعة التي أعطاها الأمير الهمام لأهل نجران هو المحبة والاندماج معهم اجتماعياً حتى انه كان جزءاً من النسيج المجتمعي النجراني ولعل أبرز دليل على ذلك قضاء جل وقته في نجران وقلما يكون خارجها هذا العشق بين أول طلعة في الجو وبين العمل على مكتب أرضي يخلق ملحمة حب بين نجران وأهلها ومشعل بن سعود الذي يعتبر بحق فارس التنمية في نجران.
تحية إلى هذا الأمير الذي نزهو جميعاً بشجاعته وقيادته لتطوير منطقة من أهم مناطق المملكة.
|