| |
رحمك الله أيها الشيخ الجليل محمد المنيع
|
|
المكان.. مكتب معالي وزير الشؤون الاسلامية فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وهو يتصفح خطاباً حزيناً يفيد ان الشيخ سيف بن إبراهيم السيف الذي خدم في فرع وزارة الشؤون الاسلامية في الدمام ما يزيد على أربعين عاماً يعالج على حسابه الخاص من مرض عضال في أحد المستشفيات الخاصة في المنطقة الشرقية فيطلب مني معالي الوزير وهو في حالة من التأثر ترك أرقام أبنائه للاتصال والاطمئنان عليه واتخاذ ما يلزم. لكن الشيخ سيف كان على موعد مع أجله - رحمه الله - ليدفن في مثواه الأخير في بلدة القرائن التي أحبها كثيرا وأوصى بدفنه في ترابها. لقد كان لموقف معالي الوزير الأثر الطيب في نفسي فلم أجد بداً من الكتابة حول هذا الرجل ولو بكلمة تأبينية متواضعة رغم أنه يستحق الكثير الكثير من التأبين والذكر والدعاء. هو سيف بن إبراهيم بن سيف من آل علي من آل عاصم من قحطان نشأ وتربى في بلدته التي أحبها كثيراً القرائن (الوقف وغسله) نشأ في مقتبل حياته مع أقران أحبهم كثيراً منهم محمد الناجم وعبدالرحمن المنيع وإبراهيم الدوسري وغيرهم كثير واتصف بالحياء والتواضع وصفاء النفس والكرم وحسن الذات وحب العلم والتعليم، رحل إلى المنطقة الشرقية بعد أن زاول عدداً من الأعمال والتحق بفرع وزارة الشؤون الاسلامية بالدمام حتى أصبح مديراً لذلك الفرع ما يزيد على 35 عاماً وجدد له عدة مرات قبل تقاعده كما أصبح مستشاراً بعد ذلك لخبرته وتجاربه وحسن كياسته وقيادته لذلك الفرع الحساس. كانت له ديوانيته الخاصة التي تعقد في منزله العامر بالدمام وكتب مقالات في جريدة اليوم. وهكذا بعد حياة حافلة بالعطاء والاخلاص والتفاني لخدمة دينه ووطنه رحل بعد أن خلدته أعماله الجليلة في نفوس الناس.. كان يساعد الجميع بكرم منقطع النظير ارتبط بمسقط رأسه القرائن.. فرمم المدرسة القديمة وقدم أعمالاً خيرة للبلدة.. عمل ما يزيد على اربعين عاماً في فرع وزارة الشؤون الاسلامية في الدمام ولم يستمتع بإجازته السنوية طيلة تلك السنوات الطوال، وكان يقضي الاجازة في متابعة المساجد والمؤذنين والصلاة وكل ما يتعلق بعمله بنفسه وبكل مثابرة واصرار. كان من أكثر الناس صلة للرحم وحباً للتواصل والعطاء والبذل وبعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والتواضع ترجل فارسنا مخلفاً ذكراً حسناً وعملاً جليلاً وذرية صالحة بإذن الله. لقد خلف لنا ثلاثة من الأبناء هم إبراهيم وخالد وممدوح زرع فيهم كل بشائر الخير والعطاء. وخلف لنا كريمات سلحهن بالطب والعلم والفضل وخلف لنا والدة كريمة شاركته حياته الحافلة بالعطاء والخير وكانت نعم السند والمؤازرة له في كل مراحل حياته. رحم الله فقيدنا الغالي وأحسن الله عزاء أبنائه وبناته وزوجته فيه. ولا نقول أخيراً إلا.. أح يا معالي الوزير وأحسن الله عزاءك فيه وأسكنه الله فسيح جناته.
alasmya@maktoob.com |
|
|
| |
|